كلنا شاهد التوغل الاسرائيلي في الجنوب السوري والقصف الذي ترافق معه…
وما تصريح رئيس الوزراء الاسرائيلي النيتن ياهو بأحقية ضم الجولان الى ارض الميعاد سوى مقدمه لمخطط كبير، رأس الجسر بالمفهوم العسكري، يكون هذه الاراضي التي كانت مستقره منذ عام ١٩٧٣ وبعد اقرار وقف اطلاق النار بين سوريا واسرائيل…وهذا ما عرف بالجولانين، خط الهدنه، فصل شرق الجولان عن غربه، واصبح ما يعرف بالقنيطرة الغربيه…
كل ما يحصل يجسد مفهوم السياسة التوسعية، التي هي ضمن مخطط لطالما دغدغ احلام الصقور في الحكومات الاسرائيليه المتعاقبة، لكن لم يكن ليتحقق في وجود صد اميركي ورفض له، وقد ترجم من خلال طرح حل متكامل لحل الدولتين، والتي كان عرابه المملكة العربية السعوديه…
ولكن اليوم نحن امام رئيس اميركي يرى الامور بمنظور مختلف واجندات توسعيه تجنح نحو تكتلات اقتصاديه كبيرة ومجتمعات (طوبوغرافيه) تنشد حلمه بالسيطرة على الموارد والايرادات للشعوب….
إن هذا التوحش الاسرائيلي ما كان، لو لم يكن هناك غطاء اميركي كبير، لا بل تنسيق دائم، لإيجاد ارضيه لتلك المخططات….
بالعوده الى الجنوب السوري:
إن التركيبه الديموغرافيه في تلك المنطقة، حكمت على ان يكون، التكوين السكاني، متجانس مع امتداد في الداخل الاسرائيلي، وهذا ما ساعد على وجود ارضيه مسهله، او بالاحرى متعاطف، وهذا ما لا يفصله مجرد حدود قد وضعت بموجب اتفاقية (سايكس بيكو).
يرى الكثير من المراقبين ان هناك مخطط للجيش الاسرائيلي بالتوغل اكثر في العمق السوري حتى الحدود الاداريه لدرعا ومحيطها، وحسب المصادر فهذا لن يقف عند حدود هذه المناطق بل يتوسع حتى يصل الى خط المصنع، قبالة راشيا وعنجر اللبنانيتين…
احد الصحفيين الاجانب، أسر لمسؤول كبير، بأن إجتماع عقد في مكان سري في احد الدول الاوروبيه بين ضباط اسرائيليين وضباط في احد الدول، التي تعنى بشؤون المنطقة، ووضعوا خريطة مفصلة لما ستكون عليه تلك المنطقه. وقد اجروا مسح سكاني وتصور لخريطه، ستكون سايسبيكو جديد، وطبعا ضمن الاجنده الاميركيه…
هذا وقد أقر هذا الصحفي بأن أكثر المناطق ستجري بها تلك الاحداث، هي منطقة البقاع الاوسط، بحيث سيتم قطع الخط الدولي بين بيروت – ودمشق، وسيكون وحسب كلامه، اسقاط جوي كبير يلاقيه….
كل ما ورد يبين ان منطقة جنوب سوريا والبقاع اللبناني ستكون هي ساحة المنازلة القادمه، ومسرح الاحداث….
فالاسرائيلي يعتقد انه لم يحقق بعد الهدف، الذي من اجله خاض حربه ضد لبنان، واليوم بوجود وضع مغاير في سوريا، وبعد تدمير الجيش السوري، فقد تغيرت لديه المعادله، واصبح اكثر نهما وتوحشا، لإعتقاده بأن حلمه بأرض الميعاد، أصبح قاب قوسين.
سعد فواز حمادي ميدان برس