بعد انطلاق قطار التسويات في المنطقة، على أثر ارساء بعض الاتفاقات الاقليمية والدولية، هل المشهد الحالي غيّر قواعد السيطرة وبالتالي أصبحنا أمام واقع سياسي جديد يطرح الكثير من التحديات التي باتت تشكل ضرورة ملحة تفرض نفسها على عالم يتأثر بالمتغيرات والمعطيات التي توجب الانفتاح واعادة النظر في الحسابات والتوجهات في عالم رقمي سريع التحول.
واذا قمنا بمقارنة الوضع الآن في ظل التطور التكنولوجي والعلمي وانتشار العولمة الذي نقل الصراع التقليدي الى حلبة الصراع الرقمي وأثر ذلك على التواصل وحتى على الطرق الدبلوماسية التي انتقلت حديثا الى الواقع الرقمي، مما أضفى على الصراع نوعا من القوة الناعمة التي تتطلب مواكبة العصر الرقمي الذي شكل بالنسبة للكثير من الدول محطة ومنصة عالمية تنتج عنها تحالفات سياسية رسمية وتقارب شعبي وانفتاح ثقافي وتعاون اقتصادي، كل ذلك أعطى الكثير من فرص النجاح والتعاون المثمر والبناء اضافة الى حوار الحضارات وكسر الحواجز العرقية والقومية والدينية وكل ذلك يصب في صالح الانسانية بالدرجة الاولى.
أما على صعيد المكاسب فقد أظهرت النتائج أن ما تجنيه الدول من هذا الانفتاح الرقمي كان البديل عن العزلة أو الحرب التقليدية التي لم يعد مجديا الاستناد على نتائجها غير المربحة، بل على العكس استفادت الدول من تغيير المعادلة لنصبح أمام محورين متناقضين ومتحاربين، محور يريد الانفتاح ومحور آخر يرفض الانخراط في هذا الواقع الجديد الذي يرى فيه عدم تكافؤ وتخاذل بل يعتبره واقعا مذلا وغير ممكن التطبيق ان كان على المستوى الرسمي أو حتى على المستوى الشعبي.
وفيما ترفض أصوات كثيرة البت في هذا الموضوع، معتبرين أن أي صراع اقليمي أو دولي لا يمكن تسويته الا عبر الحرب ان كانت مباشرة أو غير مباشرة.
أخيرا، تبقى المصلحة الاستراتيجية هي التي تفرض الواقع السياسي وتتحكم بظروف السلم والحرب في عالم متغير يتطلب الاستفادة من الفرص وارساء القواعد حسب الحاجات والتطورات الاقليمية والدولية.
الصحافية نسرين اسعد شعيب خاص ميدان برس