كتب رالف ضومط في موقع mtv:
لم يعد أداء السياسيين عندنا يصدمنا أو يشكل مفاجأة، فقد اعتدنا، للأسف، على عدم اكتراثهم لوجع الناس وغيبوبتهم المتواصلة وعجزهم أساساً عن اقتراح الحلول.
لكن، ما يشكل صدمة متواصلة يبقى تصريحات الطبقة الحاكمة، وآخرها تذمر رئيس حكومة تصريف الأعمال من تراجع قيمة راتبه مع تدهور الليرة اللبنانية، بحيث قال في مقابلة له مع “Financial times” إن راتبه بات يوازي ألف دولار بعدما كان 7300$ وفق سعر الصرف الرسمي.
دياب الذي احتسب راتبه على سعر صرف 10 آلاف ليرة لبنانية عندما أدلى بالحديث الصحافي، بات راتبه لحظة كتابة هذه المقالة 730$ بحيث أن سعر الصرف استمر بالتحليق ووصل الى 15000 ليرة لبنانية.
بمعادلة حسابية بسيطة، إن هذا يعني أن الحد الأدنى للأجور في لبنان بات 45$ أي أقل بـ16 مرّة من راتب دياب المشتكي.
واذا قلنا أن راتب 1200$ هو الأكثر انتشاراً بين الطبقة العاملة في لبنان وهو ما يوازي 1800000 وفق السعر الرسمي، فإن هذا الراتب بات يساوي 120$ على سعر صرف 15000 ألف ليرة لبنانية، وهو أقل من راتب دياب بنحو 6 مرات.
يشتكي دياب، وينسى أنه في موقع المسؤولية منذ أكثر من سنة وأنه دخل الى رئاسة الحكومة متحمساً وراضياً بكل الشروط، وكان على علم بأن الوضع النقدي سيكون من أكبر التحديات التي ستواجه حكومته.
على عكس المواطن الذي يرى أحلامه تموت، لا بل تغتال على يد فشل السلطة السياسية وفسادها.