يبدو أن الأدلة على سعي إيران الحثيث للحصول على سلاح نووي بات في أيدي مفتشي الأمم المتحدة. فقد أكد 3 دبلوماسيين أن المفتشين الأمميين عثروا على آثار مواد مشعة في موقعين بإيران، ما يؤشر إلى أن طهران بدأت العمل ربما على سلاح نووي.
وفي التفاصيل، كشف الدبلوماسيون أن تقرير المفتشين أشار إلى العثور على أدلة جديدة حول وجود أنشطة نووية غير معلنة في إيران، ما أعاد إثارة التساؤلات حول الطموحات النووية للبلاد.
وقالوا، بحسب ما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”، اليوم السبت إن العينات المأخوذة من موقعين مشبوهين خلال عمليات التفتيش التي أجرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في الخريف الماضي، احتوت على آثار لمواد مشعة يمكن أن تشير إلى محاولة إيران التوصل لأسلحة نووية، وذلك بناء على مكان العثور عليها.
إلا أن الدبلوماسيين أوضحوا أنهم لا يعرفون بالضبط طبيعة ما تم العثور عليه..
كما أشاروا إلى أن الوكالة الذرية لم تبلغ بعد الدول الأعضاء بآخر النتائج التي توصلت إليها تحقيقاتها، وهي تطلب حاليًا من السلطات الإيرانية تقديم تفسيراتها.
يذكر أنه في الأشهر الأخيرة، عززت إيران أنشطتها النووية، منتهكة العديد من قيود الاتفاقية النووية لعام 2015 التي أبرمتها مع الولايات المتحدة والقوى الأوروبية وروسيا والصين.
وبدأت هذه التحركات بعد أكثر من عام من انسحاب إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من الاتفاق في أيار 2018 ثم فرض عقوبات واسعة على إيران.
كما هددت بتقييد وصول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى عدد من المواقع ابتداء من هذا الشهر.
وقد أثارت تلك الخطوات قلقًا متزايدًا في واشنطن بشأن نوايا إيران النووية.
إلى ذلك، لا بد من التذكير بأن الوكالة الذرية طرحت في تقرير لها في حزيران الماضي أسئلة طالبة من إيران توضيحها حول مجموعة من الأعمال التي جرت في موقع داخل البلاد، والتي قد تشي بصنع أسلحة نووية.
ولعل ما أثار تلك الشكوك هو تنقيب إيران عن قرص معدني من اليورانيوم يمكن استخدامه لإنتاج مادة لبادئ النيوترون، وهو بحسب الخبراء وأهل الاختصاص، مكون رئيسي لصنع سلاح نووي.
أما السبب الثاني، فهو اكتشاف الوكالة بأن إيران أدخلت مواد نووية إلى موقع اختبرت فيه متفجرات شديدة الانفجار يمكن استخدامها لتفجير سلاح نووي.
كما طلبت الوكالة من إيران إعطاء توضيحات حول طبيعة الأعمال التي جرت في موقع آخر غير معلن، ربما حدثت فيه عمليات تحويل غير مشروعة لليورانيوم ومعالجته.
إلى ذلك، أوضحت أن جميع الأنشطة المشتبه بها حدثت في أوائل العقد الأول من القرن الحالي(2000) أو قبل ذلك، مضيفة أنه تم تدمير موقعين منذ سنوات. كما ذكرت بأن إيران قامت بتعقيم موقع آخر عام 2019، إلا أنها لم تستبعد استخدام مواد من هذا العمل النووي في الآونة الأخيرة!
وتعليقا على تلك الأسئلة أو الشكوك، رأى ديفيد أولبرايت ، مفتش الأسلحة السابق ورئيس معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن أن “اكتشاف المواد المشعة في هذين الموقعين يشير إلى أن إيران لديها بالفعل مواد نووية غير معلنة، على الرغم من نفيها”
وكانت الوكالة الدولية أعلنت عام 2015 أنها تعتقد أن طهران التي احتفظت ببرنامج أسلحة نووية منظم حتى عام 2003، واصلت بعض الأنشطة بعد ذلك.