تشهد فرنسا خلال الأسبوع الجاري محاكمة رجل منحرف خدّر زوجته طيلة سنوات وجند عشرات الرجال لاغتصابها, في قضية هزت الرأي العام وأثارت حالة من الغضب.
وقالت صحيفة “التلغراف” في تقرير لها”, إن كارولين داريان, ابنة دومينيك بيليكوت البالغ من العمر 71 عاما, غادرت أمس الثلاثاء قاعة المحكمة باكية بعد أن كشف القاضي أن والدها يحتفظ أيضا بصورها عارية على جهاز الكمبيوتر الخاص به.
ووفقا للصحيفة, بدت كارولين ترتجف بشكل واضح في اليوم الثاني من محاكمة والدها, المتهم بتصوير 72 رجلا يغتصبون زوجته جيزيل البالغة من العمر 72 عاما طيلة 10 سنوات, بينما كانت فاقدة للوعي تحت تأثير المخدرات.
وقال القاضي روجر أراتا للمحكمة إنه تم العثور على صور عارية لكارولين على جهاز الكمبيوتر الخاص بدومينيك في ملف بعنوان “حول ابنتي عارية”.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع, قالت كارولين لصحيفة “لو باريزيان” إنها تشعر بالخوف من أن يكون والدها قد دعا بعض الرجال لاغتصابها أيضا, بعد اكتشاف صورة لها “في ملابس داخلية لشخص آخر” على جهاز الكمبيوتر الخاص به.
وأضافت كارولين, التي كتبت كتابا عن هذه المحنة بعنوان “وتوقفت عن مناداتك بأبي”: “أنا مقتنعة بأنني كنت تحت تأثير المخدرات, لكنه لن يعترف بذلك أبدا”.
وظهرت جيزيل بيليكوت هذا الأسبوع برفقة أبنائها الثلاثة لمشاهدة محاكمة زوجها في مدينة أفينيون بجنوب فرنسا بتهمة هزت الشارع الفرنسي.
وتعتقد الشرطة أن الزوجة تعرضت للاغتصاب دون علمها 92 مرة على الأقل من قبل 72 رجلا مختلفا.
ويعتقد المحققون أنهم حددوا هوية 50 من هؤلاء الأشخاص, وجميعهم يخضعون للمحاكمة ويواجهون عقوبة تصل إلى 20 عاما في السجن إذا أدينوا. ومن بين هؤلاء رجل إطفاء وحارس سجن وممرض وصحفي, حسبما ذكرت صحيفة “التلغراف” .
وقام بيليكوت بتجنيد المغتصبين من خلال موقع على شبكة الإنترنت, وقد وضع شروطا واضحة عندما جاءوا إلى منزله, بحسب لائحة الاتهام التي قرأت في المحكمة.
وقرأ القاضي التعليمات: “يجب أن يأتوا ليلا, دون عطر أو رائحة سجائر. وكان على الرجال أن يخلعوا ملابسهم خارج غرفة النوم, وألا يصدروا أي ضوضاء وأن يغادروا عند أدنى حركة أو إشارة تدل على أن الضحية استيقظت”.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن زوجته “لا تتذكر” أنها تعرضت للهجوم, وكانت تصف زوجها بأنه أب وجد “لطيف ومهتم”.
وقالت جيزيل للقاضية: “إنه يثير اشمئزازي. أشعر بالدنس والدناءة والخيانة. إنه مثل تسونامي, لقد صدمني قطار فائق السرعة”.
كيف تم اكتشاف الواقعة؟
خرجت القضية إلى النور عندما ضبط أحد حراس الأمن دومينيك بيليكوت وهو يصور من تحت تنانير النساء في مركز للتسوق في سبتمبر 2020.
وخلال التحقيق في القضية, عثرت الشرطة على آلاف الصور ومقاطع الفيديو لجيزيل وهي فاقدة للوعي وتتعرض للاغتصاب في منزل الزوجين في مازان, وهي قرية صغيرة في بروفانس, بحسب ممثلي الادعاء.
كما عثر المحققون على محادثات في المنتدى الذي استخدمه بيليكوت لتجنيد عشرات الرجال للمشاركة في الاعتداء, بالإضافة إلى رسائل اعترف فيها بإعطاء زوجته مهدئات قوية لإغمائها قبل وقوع الاعتداء.
من جهتها, قالت محامية دومينيك إنه يشعر بالندم الشديد و”يعترف بما فعله”. وأضافت: “إنه يشعر بالخجل مما فعله, إنه أمر لا يغتفر”, وألقت باللوم في أفعاله الإجرامية على “شكل من أشكال الإدمان”.
ومن المتوقع أن يتم استجواب دومينيك بيليكوت بداية من يوم الاثنين المقبل. كما وجهت له تهمة اغتصاب وقتل وكيلة عقارات تبلغ من العمر 23 عاما في باريس عام 1991, وهو ما ينفيه, بالإضافة إلى محاولة اغتصاب في عام 1999, والتي اعترف بها بعد مطابقة الحمض النووي.