لا يزال لبنان تحت تأثير صدمة وفاة الفنان الشاب جورج الراسي بحادث سير عند نقطة المصنع الحدودية مع سوريا في شرق لبنان فجر أمس السبت، خلال عودته من دمشق بعد إحيائه حفلة غنائية برفقة مديرة أعماله زينة مرعبي التي توفيت معه.
وفي حين خُتم التحقيق بالحادثة وتبيّن بحسب تقرير الطبيب الشرعي بعد الكشف على الجثة وجود كسور في القفص الصدري والرأس بسبب قوة الاصطدام بالحاجز الوسطي على الطريق الحدودية، توالت ردود الأفعال من فنانين ولبنانيين الشاجبة لغياب معايير السلامة العامة من إشارات ضوئية وعلامات فوسفورية على الحدود اللبنانية السورية.
وكان لافتاً في الاطار، إعلان محامي عائلة الراسي المحامي أشرف الموسوي، أمس أن العائلة في صدد تقديم شكوى أمام القضائين الجزائي والمدني ضد الدولة اللبنانية وكل من يظهره التحقيق في جرم مخالفة أبسط قواعد السلامة العامة على طريق المصنع.
إلا أن وكيلة العائلة، المحامية كارول الراسي، أوضحت لـ”العربية.نت” ضمن مقال للصحفية جوني فخري، أن “عائلة الراسي ليست في صدد رفع دعوى الان ضد الدولة ومتعهّد طريق المصنع”.
ونقلت عن والد الفنان الراحل جورج الراسي قوله أثناء سؤاله عن رأيه في رفع تلك الدعوى، “الله عطاني والله أخد”، في إشارة إلى أن “الحادث قضاء وقدر”.
في حين أكد مؤسس جمعية “يازا” التي تعنى بسلامة الطرق وحوادث السير، المحامي زياد عقل أن “تقصير الدولة “موصوف” في شأن السلامة المرورية على طريق المصنع، والجمعية ستتواصل مع عائلة الراسي لدعم توجّههم في حال قرروا رفع دعوى ضد الدولة اللبنانية والمتعهّد”.
ومع أن الحادث المأساوي شكّل مناسبة لروّاد مواقع التواصل الإجتماعي لإنتقاد السلطة الحاكمة على تقاعسها في صيانة الطرقات التي تغيب عنها أبسط مقوّمات السلامة العامة، كان لافتاً استرجاع مستخدمين لمقطع فيديو ترويجيّ للقاء توعويّ للفنان الشاب هدفه نشر ثقافة السلامة المروريّة، ويعود إلى العام 2016، جمع “اليازا” والراسي الذي قال ذات مرّة إنّه “من هواة السرعة”، وأن “حزام الأمان” أنقذ حياته مراراً”.
وفي الإطار، قال مؤسس “يازا”، لـ”العربية.نت”، إن “المغني الراحل أعد عملاً فنياً بالتعاون مع الجمعية من خلال فيديو كليب لأغنيته الشهيرة “إنت الحب” ، وشارك بنشاطات عديدة لتوعية الشباب من مخاطر السرعة المرورية”.
والمفارقة الأكبر أن فيديو كليب تلك الأغنية تضمّن مشهداً لإرتطام سيارة الراسي بالحائط، وهي لحظة تُحاكي بشكل فعلي ما تعرّض له الفنان الشاب، فجر أمس.
ونشرت “اليازا” فيديو من مكان الحادث، علّقت عليه “يبدو أنّ خللاً كبيراً في غياب الحماية على الفاصل الوسطيّ كان له دور كبير في المأساة التي وقعت فجر اليوم”.
إلى ذلك، كشف عقل أن “خلال شهر تموز الفائت سقط 40 ضحية و210 جرحى على طرقات لبنان، وهي نسبة مرتفعة مقارنةً بحركة السير “الخجولة” نتيجة إرتفاع أسعار البنزين”.
كما أشار إلى أن “إرتفاع ضحايا حوادث السير سببه عدم تطبيق قانون السير وتوقّف المعاينة الميكانيكية وتعطّل إشارات السير في معظم الطرقات، بالإضافة إلى غياب الصيانة للطرقات الرئيسية”.
يذكر أن “اليازا” كانت نشرت مؤخراً إحصاءات تُشير إلى سقوط 200 ضحية على طرقات لبنان خلال العام 2022، منها فقط 30 ضحية و158 جريحاً خلال 129 حادث سير في شهر آب الجاري.