واصل وباء كوفيد-19 انتشاره هذا الأسبوع في كل أنحاء العالم باستثناء إفريقيا، أول منطقة تسجل تراجعا في الإصابات بعد موجة أوميكرون.
وسجلت حوالي 2.8 مليون إصابة يوميا في العالم وارتفع المؤشر مجددا هذا الأسبوع (+44% عن الأسبوع الفائت)، بحسب آخر الاحصاءات.
وارتفعت الإصابات في كل المناطق، لكن وحدها إفريقيا حيث ظهر متحور أوميكرون أولا، سجلت تحسنا في الوضع الوبائي مع تراجع عدد الإصابات بنسبة 11%.
وأفاد باحثون من مركز “فريد هاتشينسون” لأبحاث السرطان، التابع لشبكة الوقاية من كوفيد-19 بأميركا، ومركز برنامج بحوث الإيدز في جنوب إفريقيا، أنهم اكتشفوا دليلاً على سبب انتشار متحور أوميكرون من كورونا بسرعة أكبر بكثير من المتحورات الأخرى.
وتظهر البيانات التي رصدها الباحثون في دراسة نشرت في 10 كانون الثاني بموقع ما قبل نشر الأبحاث “medrxiv” أن الأشخاص المصابين بالفيروس، وليست لديهم أعراض، عرضة لنقل العدوى للآخرين أكثر مما كان يحدث مع المتغيرات السابقة، بحسب ما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط” عن الموقع.
واستخدم الباحثون اختبار “بي سي آر” PCR من منتصف نوفمبر 2021 إلى 7 كانون الاول 2021 على الأشخاص الذين لا يعانون من أعراض، ووجدوا أن معدل النقل كان 16%، ثم أجروا دراسة أكبر بين 2 كانون الاول و17 كانون الاول 2021، فوجدوا أن 31% من النقل كان من دون أعراض (71 عينة من 230 عينة)، وتم التحقق من أن جميع العينات المتاحة لتحليل التسلسل هي أوميكرون.
وقال الباحثون إن الدراسات السابقة على معدلات الانتقال من دون أعراض في متغيرات بيتا ودلتا كانت تتراوح بين 1% و2.6%، أي أقل بـ7 إلى 12 مرة من عينات أوميكرون.
وكان بحث العينة الأصغر عبارة عن دراسة فرعية لدراسة أكبر، قيّمت فاعلية جرعة واحدة من لقاح مضاد لكورونا؛ حيث قيّمت الدراسة الفرعية الاستجابات المناعية والالتهابات الخارقة في 1200 من العاملين في مجال الرعاية الصحية، بما في ذلك الحوامل أو المرضعات أو المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية. واشتملت الدراسة على 577 شخصاً تم تطعيمهم بلقاح كوفيد-19، وتشير النتائج إلى ارتفاع معدل النقل، حتى لدى أولئك الذين تم تطعيمهم.
وصُممت الدراسات الأكبر لتحليل البيانات عند تقاطع كوفيد-19 واللقاحات والأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية، لكنها تقدم أيضاً معلومات مفيدة حول أوميكرون وكيف يختلف انتشاره عن المتحورات السابقة المثيرة للقلق.
ويقول كبير مؤلفي الدراسة الدكتور لورانس كوري، في تقرير نشرته شبكة “هيلث داي”، بالتزامن مع نشر الدراسة: “بينما نشهد الانتشار العالمي السريع لـ(أوميكرون)، من الواضح أننا بحاجة ماسّة إلى فهم أفضل لديناميكيات الإرسال لهذا المتحور”.
ويضيف: “نظراً لأن كثيراً من الأشخاص قد لا تظهر عليهم أعراض، فلا يمكننا دائماً معرفة من يحمل الفيروس، لكننا نعرف ما يمكننا القيام به لحماية أنفسنا وللمساعدة في منع انتشار المرض، وهو ارتداء قناع، وغسل الأيدي، وتجنب التجمعات الداخلية، والتطعيم الكامل في أسرع وقت ممكن”.
وتسبّب فيروس كورونا بوفاة ما لا يقل عن 5,519,380 شخصا في العالم منذ ظهر في الصين في كانون الاول 2019.
وسجّلت الولايات المتحدة أعلى عدد للوفيات جرّاء الفيروس بلغ 846,488 حالة تليها البرازيل (620,545) والهند (485,350) وروسيا (319,911).
وتقدّر منظمة الصحة العالمية أن العدد الإجمالي للوفيات قد يكون أعلى بمرّتين إلى ثلاث، آخذة في الاعتبار العدد الزائد للوفيات المرتبطة بالوباء.