مخاوف من انتشار سلالات فيروسية جديدة الشتاء المقبل

ساعدت الإجراءات الاحترازية التي تهدف إلى كبح جماح فيروس كورونا المستجد في القضاء على موسم الإنفلونزا العام الماضي تقريبا، لكن ذلك قد يأتي بنتائج عكسية من خلال زيادة صعوبة تطوير لقاحات فعالة لأنفلونزا الشتاء المقبل، وفق مجلة “بوليتكو”.
يشعر خبراء الصحة العامة بالارتياح لأن الولايات المتحدة تجنبت انتشار قوي لعدوى الأنفلونزا الموسمية وسط تفشي جائحة كورونا. لكن المستويات المنخفضة من الإصابات بالإنفلونزا تركت للخبراء مجموعة أصغر بكثير من البيانات المستخدمة للتنبؤ بسلالات فيروس الإنفلونزا التي ستسود الشتاء المقبل، مما يزيد من احتمالات أن يكون لقاح الإنفلونزا الموسمية أقل فعالية من المعتاد.

وبلغ معدل الدخول للمستشفى بسبب الأنفلونزا الشتاء الماضي 0.7 فقط لكل 100000 ألف شخص، وهو أدنى مستوى منذ أن بدأت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في جمع مثل هذه البيانات عام 2005.
في موسم 2012-2013، سجلت الولايات المتحدة أرقاما قياسية في أدنى وأقصر ذروة للإنفلونزا وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، في حين أن الموسم الأخير لم يسجل سوى ثلث الأرقام المسجلة في موسم 2012-2013.
وفيروس الإنفلونزا يتحور كما هو الحال بالنسبة لأي فيروس آخر، لكن تحوره السريع يخلق سلالات متعددة كل عام، في حين تكمن المخاوف في أن إعادة الحياة ربما تتسبب في انتشار سلالات جديدة من فيروس الإنفلونزا الموسمية لا يمكن للقاحات الموجودة حاليا لهذا المرض مكافحتها أو الحد من انتشارها.
قال أخصائي الأمراض المعدية وطبيب الأطفال في جامعة تافتس، كودي ميسنر، إنه بمجرد أن تفتح الحياة بصورة طبيعية مرة أخرى ويغامر الناس بالخروج دون اتخاذ احتياطاتهم ضد الفيروس التاجي لمدة عام، فمن المحتمل أن تكون هناك سلالات جديدة من الإنفلونزا منتشرة لم يتوقعها العلماء.
أستاذ قانون الصحة العالمي في جامعة جورج تاون، لورانس جوستين، يقول إنه من الممكن أن يكون هناك موسم مستعر للإنفلونزا العام المقبل.
من جانبه، قالت العالمة المساعدة في جامعة جونز هوبكنز ذات الخبرة في الأمراض المعدية، كوثر طلعت، إن الخبراء يراقبون كيفية تطور فيروس الإنفلونزا على مدار الموسم وأي السلالات سائدة في نهاية الموسم.
وأضافت أنه من السابق لأوانه معرفة الشكل الذي سيبدو عليه موسم الإنفلونزا الخريف المقبل أو التنبؤ بالفعالية المحتملة للقاح الإنفلونزا حتى مع انخفاض أعداد المصابين بهذا الفيروس بسبب تدابير جائحة كورونا.