أقامت الجالية اللبنانية والعربية في إسبانيا، احتفالا تأبينيا تكريميا للدكتور عامر محمد رمال من الدوير الجنوبية، والذي توفي إثر اصابته بمضاعفات كورونا، وهو كان من أوائل الاطباء المشاركين في معركة مواجهة تفشي الوباء. وشارك في التأبين الذي أقيم في المركز البلدي في العاصمة مدريد حيث سجي جثمانه، سفير الجامعة العربية في مدريد بشار ياغي، سفير دولة فلسطين كفاح عودة، سفير دولة مصر العربية السفير عمر سالم، فيفيان فدعوس ممثلة السفيرة اللبنانية في اسبانيا هالة كيروز، “لقاء الاطباء اللبنانيين في اسبانيا” وشخصيات وأطباء من أسبانيا ومختلف الدول وعائلة الراحل.
وتحدث الدكتور علي شحيتلي بإسم أصدقاء الراحل وأبناء الجالية اللبنانية في اسبانيا عن مزايا رمال “المندفع والطيب والفخور بلبنانيته، وبما قدمه لبلده الثاني أسبانيا من تضحيات في مواجهة كورونا”. وقال: “نحن في زمن الارهاصات وانعدام الأمن العالمي، على صعيد كورونا أو على صعد أخرى من الامن الكوني والغذائي والنفسي”.
أضاف: “نعيش حالا من اللااستقرار، وتكريم الدكتور عامر محمد رمال هو من باب حمل الشعلة الى الاجيال المقبلة، وليس فقط الدكتور عامر بل أيضا جميع شهداء كورونا وعوائلهم الشهداء الحاضرين جسدا وروحا وتضحية وجراحا بالغة، كل شهيد هو بحد ذاته هيكل بالعطاء والاخلاق والتضحية، هؤلاء حملوا الشعلة في الصف الامامي ورحلوا مخلدين لنا ذكراهم بالمعنى الجدي والعملي والاخلاقي، لا بل ربوا اجيالا جديدة تمر اليوم بمعرفة غير سابقاتها من المعارف الوراثية، تركوا أجيالا واعية على المحبة والعطاء والخير، وهذه الاجيال اليوم لا تتعدى أعمارها العشرين”.
ووجه نقيب أطباء لبنان الدكتور شرف ابو شرف برقية تعزية للحضور قال فيها: “قلما يمر يوم من دون استشهاد أحد العاملين الصحيين في معركة المواجهة المؤلمة ضد وباء كورونا، هذا قدرنا، أن نبذل أرواحنا، في لبنان وفي بلاد الاغتراب، حفاظا على صحة المواطنين”.
وقال: “بالأمس فقدت بلدة الدوير في الجنوب الطبيب علي عقيل قانصو بعدما أصيب بفيروس كورونا أثناء تأدية عمله. واليوم ينضم طبيب لبناني جديد من البلدة عينها، الدكتور عامر محمد رمال، 56 عاما، الذي عمل في إسبانيا لأكثر من ثلاثة عقود، وفارق الحياة في أحد مستشفياتها بعد إصابته بفيروس كورونا، وتوفي شقيقه الدكتور اسماعيل بالفيروس عينه في أحد مستشفيات بيروت منذ شهر تقريبا. لهم الرحمة ولنا البقاء والعزاء والأمل بمساعدة المواطنين على تلقيح ما يزيد على 75% منهم في أسرع وقت لنتمكن من تحقيق المناعة المجتمعية”.
بدوره نعى المستشار السياحي المصري الأسبق في العاصمة الأسبانية مدريد حمدي محمود زكي، وفاة صديقه رمال، مؤسس جمعية الاطباء الاسبان اللبنانيين في إسبانيا. وقال: “كان يعمل في أحد مستشفيات العاصمة الاسبانية مدريد منذ اكثر من 35 عاما، وكان من طلائع الاطباء الذين تصدوا لتفشي الوباء هناك وهو متزوج من امرأة تحمل الجنسية الاسبانية ولديه ولدان اسماعيل (23 عاما) وديانا (28 عاما). وسينقل جثمانه الى لبنان ليوارى الثرى في مسقط رأسه الدوير”.
ونعى رئيس جمعية الاطباء الاسبانية – اللبنانية الدكتور بهجت عساف “الزميل والصديق والحبيب الدكتور عامر رمال الذي سيترك بصماته المميزة في كل مكان عمل به، كطبيب بارع ، وسنكمل مسيرته في الجمعية التي كانت من مؤسسيها”.
ووجه بسام صالح رمال كلمة شكر فيها بإسم عائلة الراحل “كل من شاركنا العزاء بمصابنا الاليم”. وقال: “شكر لكل السفراء العرب والسفارة اللبنانية في مدريد على هذه العاطفة الكبيرة، شكر لسفارة دولة فلسطين وللسفير كفاح عودة على استضافتهم لنا هنا في مدريد، والشكر موصول لكل من ساهم في إنجاز معاملات نقل الجثمان الى لبنان، ليعود الدكتور عامر الى وطنه الذي أحبه ويحتضنه ترابه الى الابد”.
وسيصل جثمان رمال فجر الثلثاء المقبل الى مطار رفيق الحريري في بيروت، ليوارى الثرى في بلدته الدوير الجنوبية.