“الحزب” ملتزم عدم المساجلة مع بكركي: “قلنا كلمتنا والسلام”

كتبت غادة حلاوي في “نداء الوطن”:

خلال كلمته الاخيرة والتي عرض خلالها رفضه للتدويل وأخطاره لم يأت الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله على ذكر بكركي ولم يسم سيدها بالاسم. حينها كبرت كرة الحديث بالتدويل الى حد تلويح احدهم من السياسيين بالفصل السابع وهو ما استدعى رداً قوياً من “حزب الله”، وفي المقابل في سياق حرصه على شرح فكرته للتدويل لم يأت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على ذكر “حزب الله” وأمينه العام بالاسم. غير ان تجنب الطرفين المواجهة بالمباشر لا يلغي وجود برودة في العلاقة ان لم نقل اختلافاً او خلافاً في وجهات النظر بدليل انقطاع العلاقة بينهما الا من خلال اصدقاء مشتركين.

لا يعتبر “حزب الله” نفسه في قطيعة مع بكركي وسيدها ويتحدث عن موعد لن يكون بعيداً لاستئناف اللجنة المشتركة اجتماعاتها في الصرح البطريركي.

يرى “حزب الله” نفسه ملتزماً بسياسة عدم المساجلة مع بكركي ولذا حين طرحت فكرة الحياد لم يعلق عليها، ولكنه شعر بالخطر مع طرح التدويل وتطور الافكار بشأنه، لا سيما وان طرحه تزامن مع موجة التحقيق الدولي في قضية المرفأ ثم مع اغتيال لقمان سليم، الى ان جاء من يتحدث عن الفصل السابع، فكان لا بد للسيد نصرالله ان يتحدث عن فكرة التدويل وتحذيره من انها قد تبدأ بطلب سياسي وتنتهي بتحقيق مصلحة دولية.

لا “حزب الله” ولا أمينه العام في وارد السجال مع بكركي وكان واضحاً ان السيد نصرالله لم يسمّ بكركي في خطابه، ولم يأت على ذكرها. ولو اراد لم يكن صعباً عليه تسميتها، لكنه تعمد عدم التسمية تجنباً لفتح سجال ولولا ان التدويل خطر لما تطرق اليه من الاساس.

إعتاد “حزب الله” حين يكون له موقف او وجهة نظر من قضية ما أن يقدمه ويقوله صراحة، ولكن كان مفاجئاً بالنسبة لـ”الحزب” تحوير كلام أمينه العام واستغلاله في اطار حملة آثر البقاء بعيداً منها لعدم رغبته في المساجلة مع بكركي. وتوضح مصادر مطلعة على موقف “حزب الله” أن اعتراضه هو على التدويل ولو كان لبكركي رأيها حول هذا الامر فهذا لا يجعله يذهب بعيداً في مساجلتها: “فنحن قلنا كلمتنا والسلام”.

كان كل القصد التركيز على خطورة فكرة التدويل والتي سبق ان شرحها السيد نصرالله في خطابه الاخير. يؤكد “حزب الله” انه وبكركي تجمعهما لجنة عمل كانت تجتمع باستمرار قبل ان تتوقف منذ شهور طويلة بعد طرح الحياد، وخلال حديثه الصحافي الاخير تحدث البطريرك ان هناك صلة تواصل مع “حزب الله” ولجنة مشتركة فلماذا لا تجتمع؟ ومن ناحية “حزب الله” لا شيء يمنع عودة اللجنة الى الاجتماع وليقدم كل طرف وجهة نظره، وفعلاً هناك اتصالات قائمة واصدقاء من المطارنة والنواب والسياسيين ينشطون على خط التهدئة، واعادة تشغيل القنوات بين بكركي و”حزب الله” وهذا محتمل في الوقت اللاحق.

يؤكد “حزب الله” على لسان المصادر المطلعة على موقفه: “لم نفتعل مشكلة مع أي جهة، قلنا رأينا بفكرة التدويل، وليس بالجهة التي طرحتها ولسنا بصدد السجال مع اي طرف منذ فترة الا من تعمد ان يساجلنا”.

يؤكد “حزب الله” أن الامين العام لم يهاجم بكركي بل التدويل، ولكنه يعتبر أنّ هناك جهات تلطت خلف بكركي لإطلاق النار على “حزب الله”، وبعض هذه القوى السياسية “ترغب بالفعل بالوصاية الاميركية على لبنان وهي تعتبر نفسها في المعسكر الآخر، وسجالنا ليس معها سواء أيدت التدويل او لم تؤيده فموقفها معروف”. ويرى “الحزب” محاولات لاستخدام بكركي منصة لاطلاق النار ضده و”يفترض ان تكون مثل هذه المحاولات مرفوضة من بكركي، فنحن حين نعبر عن موقف لا يلغي ذلك تقديرنا لبكركي وما تمثله والاحترام المتبادل بيننا”.

وحول ما إذا كان حصل توضيح للموقف بين الضاحية وبكركي، تجيب المصادر عينها: “موقف حزب الله واضح ولم يخطئ كي يوضح فنحن ضد التدويل، ومن راجعنا من الاصدقاء المشتركين من المطارنة والسياسيين يعرفون رأينا بوضوح، لا نريد ان نساجل مع بكركي ولسنا على خصومة معها، نحن رفضنا التدويل وقلنا هذه مخاطرة، فكان الرد علينا بتصويرنا وكأننا هاجمنا بكركي ونحن لم نفعل”.

اما الموقف المؤسف والذي يتجنب “حزب الله” الحديث عنه “فهو ما قاله موفد رئيس الاشتراكي الوزير السابق غازي العريضي في معرض حديثه عن الفصل السابع، وتعمده الرد على كلام الامين العام خارج السياق الذي قاله السيد نصرالله، الذي لم يتحدث عن الفصل السابع ولم يسم البطريرك الراعي كي يتم الرد عليه، وما جرى وقيل لا يفهم الا في اطار وضع “حزب الله” في مواجهة مع بكركي وهذا ما يرفضه بالمطلق، إذ لبكركي موقفها ولنا موقفنا، ولكن ما ليس مقبولاً ان تستخدم بكركي منصة لاطلاق النار على فريق سياسي آخر”.