اعتبر رئيس حزب “التوحيد العربي” وئام وهاب، في حديث لقناة الـ “أو.تي.في”، ضمن برنامج “بديبلوماسية” مع الإعلامية روزانا رمال، أن “لا منطق باتهام “حزب الله” بجرائم الإغتيال”، مشيرا الى ان الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله كان واضحا، وعلينا أن نرى المعايير التي تحدد الإتهامات والإغتيالات”.
ورأى ان “أغبى الأغبياء يعرف إن كان لـ “حزب الله” نفوذ في المرفأ، وكل التحقيقات التي حصلت توضح كيف أتت شحنة نيترات الأمونيوم الى مرفأ بيروت وكل التفاصيل عن الملف، فهناك قوى بدأت ترسل أسلحة لسوريا، ومن هنا كان لبنان الحلقة الأضعف لإدخال السلاح الى حمص ودير عمرو”.
وعن انفجار المرفأ في الرابع من آب من العام الماضي، دعا وهاب المحقق العدلي القاضي فادي صوان الى ان “يكون عادلا ويطلق سراح من ليس له علاقة”، متمنيا أن “يقوم القاضي صوان بما يمليه عليه ضميره في هذا الموضوع، ويجب على الناس الإطلاع على جزء من التحقيقات”. ورأى “أن “هناك ضغوطا سياسية بكل هذا الملف”، كاشفا عن أن “رادارات الجيش اللبناني لم ترصد أي خرق جوي إسرائيلي في التاريخ الذي حصل فيه تفجير مرفأ بيروت”.
وتعليقا على كلام الأمين العام لـ “حزب الله” السيد نصرالله في ذكرى القادة الشهداء عن أن الجميع يريد تشكيل الحكومة ووقوفه الى جانب المطلب الدرزي بالتمثل بوزيرين وليس وزيرا واحدا، أي حكومة من 20 وزيرا، قال وهاب: “نشكر السيد نصرالله ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون على التزامهم بمطلبنا”، منتقدا تهميش الطائفة الدرزية بالتمثيل في الحكومة. واستغرب “إصرار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على توجيه هكذا ضربة للطائفة الدرزية”، وقال: “لم يحصل أن تكون هناك حكومة من 18 وزيرا مع وزير درزي واحد، ولا علاقة لذلك بالوضع الإستثنائي، فلنأت بـ 16 وزيرا. نحن نطرح كل علاقتنا بالكيان على طاولة النقاش إن استمر التعاطي معنا بهذا الأسلوب”.
وأكد انه “ليس المطلوب اليوم كسر رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، في حين لا يستطيع أحد كسر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون”.
واشار وهاب الى أن “من نزل الى الشارع في بداية الثورة هم مواطنون موجوعون محقون، أما من استغلوا الحراك فهم جماعة تابعون للسفارات ونصابون أكثر من الوزراء والمسؤولين ويلحسون الدولار عن ذنب كلب. أنا أتهمهم بأنهم أسقط ممن نهبوا لبنان، لأنهم ينهبون وجع الناس وحاجة الناس وهم مصاصو دماء، ولو أن هناك دولة وأجهزة أمنية لكانوا أوقفوهم، وهم ينهبون الأموال من الدول التي تدفع للبنان عبرهم، وهم أكبر نصابين خلقهم التاريخ، ولا يجب أن يدعوا الشرف”.
دوليا، اعتبر وهاب أن “الأشهر الأولى من ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن ستكون مخصصة لأزمة كورونا وما بعدها لملفات دولية كبيرة وحساسة كالصين والملف النووي الإيراني وهذا يعني أن لبنان لن يكون أولوية أميركية في المدى المنظور”.
وعن رفع الدعم عن المواد الأولية وعدمه، قال وهاب: “من هم في السلطة لا يريدون رفع الدعم كي لا تنفجر في وجههم”، مؤكدا أن “الدعم سيرفع في النهاية”. واشار الى أن “العديد من المصارف وافقت على زيادة رؤوس أموالها تحت سيف الإقفال وضم الفروع، وقد يتم إدخال الأموال الى مصرف لبنان وهكذا ربما يستمر الدعم لفترة أطول”، لافتا الى أن “الخدعة الكبرى التي تصور للناس أنه إذا تشكلت الحكومة سيتغير كل شيء، ولكن ما سيحصل هو أن الحكومة ستفاوض صندوق النقد الدولي على شروطه المؤلمة التي قد تؤجل ولكن لن تلغى”، مؤكدا أن “الرهان على الأوروبي هو للمال، ولكن المال قل والعديد من الشركات أفلست”.
وعن إتهام “حزب الله” بأنه يعطل تشكيل الحكومة، قال وهاب: “الشيعة وصلوا مع الحريري الى درجة القول ان يسمي الشيعة شرط ألا يكونوا أخصاما لنا”، مؤكدا تمسك “حزب الله” بالحريري وتسهيل التسمية له، ولكن لن يكسر الرئيس عون”، معتبرا أن “الحريري نزل من باخرة التسوية الرئاسية وترك عون وحده وأراد مع حلفائه إجراء إعادة تدوير ليصبح هو المنقذ”.
وعن لقاء خلدة وموقف المشاركين من تشكيل الحكومة، قال وهاب: “الدروز أول طائفة في لبنان، وهم من أتوا بفكرة تأسيس لبنان وهي فكرة معنية بالأساس. في حكومة الرئيس حسان دياب تم الضغط أيضا، وقبل لحظات من التشكيل تم توزير الوزيرة منال عبد الصمد وهي من حصة جنبلاط، ما يعني أن لا مشكلة لدينا بمن يكون الوزير، ولكن ما نطالب به هو مقعدين درزيين، وفي النهاية لا يهمنا العدد، ولكن نخاف أن ينسحب هذا القرار على كافة المؤسسات الرسمية في الدولة والإدارات وهذا لا يجوز ولن نسكت عليه”، لافتا الى أن “الجميع يسمي الوزراء ولا أحد منهم تقني، كلهم محسوبون على أحزاب”، متسائلا “أين في لبنان من لا موقف سياسيا له”، مؤكدا أن “ما نقوم به تضليل للوقت”.
واذ اعتبر ان “الفرنسي لم يأت حتى اليوم بتفويض من الأميركي في ما يتعلق بتشكيل الحكومة”، رأى وهاب أنه “مجرد أن يتجرأ الحريري على إعلان موقف يستفز الرئيس عون والطائفة الدرزية فان ذلك يدل أن هناك شيئا ما لم يركب بعد”، موضحا أن “ما يطلب من الحريري لعرقلة التشكيل هو زيارة بعبدا وتقديم لائحة لرمي تهمة التعطيل على الرئيس عون”.
وعن إمكان عقد لقاء وطني جديد في الدوحة، أوضح وهاب أن “الظروف التي تم فيها مؤتمر الدوحة كانت مختلفة، حينها كان القطري على علاقة جيدة مع سوريا والخليج العربي، بينما اليوم قطر تدفع الأموال لتدمير سوريا وليبيا واليمن ولديها مشاكل مع الخليج العربي وتعمل على تخريب مصر، وليس لديها مقومات اليوم لتقيم مؤتمر للبنان”، مؤكدا أن “الإمارات العربية المتحدة لم تدفع يوما مالا للتخريب في سوريا، ولديها موقفها من موضوع الإخوان المسلمين في الوطن العربي، والسعودية خرجت من الملف السوري وقطر مازالت حتى اللحظة تقدم الأموال في سوريا لإحياء الدور التخريبي في المنطقة وشريكة أردوغان وصندوقه النفطي لتخريب بعض ساحات المنطقة”، معتبرا أن “قطر سعت للتدمير والتخريب في الوطن العربي”. وقال: “لو دفعت قطر الأموال لإنماء الوطن العربي وليس تدميره وتخريبه لكان الكلام اليوم مغايرا تماما”، لافتاً الى” أن القطريين وعدوا بوديعة 500 مليون دولار منذ ثورة تشرين وحتى اليوم لم يدفعوها لأن أميركا لم تسمح لهم بذلك”.
وأكد أن “لا وجود للدور السعودي في لبنان”، وقال: “اننا قادمون على تطورات كبيرة في المنطقة، وقبل معرفة الدور السعودي في لبنان يجب علينا معرفة الوضع السعودي في المنطقة في ظل الإدارة الأميركية الجديدة وكذلك الوضع السعودي الداخلي”، لافتا الى أن “الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيطرح خلال زيارته للسعودية موضوع الوسيط بين السعودية والإدارة الأميركية الجديدة وليس الموضوع اللبناني، وأن الأميركي لن يتحدث مباشرة مع الملك محمد بن سلمان وسيطول الأمر”. واشار الى ان “وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن لم يؤيد السيادة الإسرائيلية على الجولان وتحدث عن موضوع الضم وحل الدولتين”، مجددا تأكيده “أن الأولوية الأولى لدى إدارة بايدن هي أزمة كورونا ثم الصين ثم الملف النووي الإيراني، وما يعنيهم في لبنان هو “حزب الله” في ما يتعلق بملف الصراع العربي – الإسرائيلي”، موضحا أن “ما يريدونه هو الحدود اللبنانية – السورية، والإنكليز مهتمون بها اليوم وكذلك الأمر بالنسبة الحدود اللبنانية الإسرائيلية”.
وردا ما قاله النائب السابق فارس سعيد عن “حزب الله”، قال وهاب: “حزب الله” ليس أبو عمار ولا شارون بل هو ابن لبنان وحرر لبنان، وحتى الإنسحاب السوري من لبنان ساهم فيه “حزب الله” من خلال تحرير الجنوب، وهو متجذر في كل منطقة وحي وعائلة في لبنان”، مضيفا أن “حزب الله” قوة موجودة في لبنان يجب احترامها ولا يمكن إلغاؤها”، متسائلا “هل من وسائل تحمي نفطنا وغازنا إلا المقاومة؟ وهل السيادة تتجزأ؟ ومن تحدث عن الخروقات الجوية الإسرائيلية اليومية؟”.
وردا على سؤال، اعتبر وهاب “أن الرئيس عون دخل معركة دون أمن وقضاء وإدارة، وأخطأ في دخوله الى تلك المعركة، وشغلوا الإعلام على شيطنته، ولا يستطيع أحد التحقيق مع الذين شتموا الرئيس”، لافتا الى أن “تشكيل الحكومة مفرمل بمعزل عما قاله السيد حسن نصرالله اليوم عن السعودية”، مجددا تأكيده أن “الأهم لدينا هو تأمين الحصة الدرزية الثانية مهما كانت التسمية من قبل الاشتراكي أو غيره وهو ما أجمعنا عليه اليوم في لقاء خلدة”.
وفي إطار آخر، أوضح وهاب أن “وليد جنبلاط كان لديه نية جدية في عودة المهجرين، والإخلاءات التي دفعت قليلة بالنسبة الى غيرها، ولكن لا يمكن اتهامه بتقاسم حصص المهجرين”.
ورأى أن “لا سياسة في لبنان اليوم، وجميعنا ندور في الفراغ لأن البلد كله يدور في الفراغ. وأملنا حماية بيئتنا الصغيرة لأننا قادمون على مرحلة صعبة اقتصاديا ومعيشيا، معتبرا “أننا اليوم نعيش في نعيم وآمل أن نبقى كذلك”.
وعما حصل في طرابلس، قال وهاب: “على الأجهزة الأمنية أن تخبرنا ما حصل في طرابلس”.
واعتبر “أن هناك فراغا على الساحة السنية، وقال: “من يملأه لا نستطيع نحن إقراره، إن كان بهاء الحريري أو غيره. سعد الحريري اليوم ليس سعد الحريري في العام 2005، وهو اليوم جزء من الساحة السنية وليس كاملها”.
وعن امكانية نجاح المبادرة الفرنسية، قال: “الفرنسي ينتظر التفويض الأميركي لذلك”، لافتا الى أن “أنصار لبنان في الإدارة الأميركية القديمة لا وجود لهم في الإدارة الجديدة”.
وفي ما يتعلق بملف التدقيق الجنائي المالي، رأى وهاب أن “القضاء السويسري سيبرئ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وهناك “كم أهبل” يطمح ليحل مكانه وهم لا يمكن تسليمهم “دكان” سمانة”. ولم يستبعد محاولة اغتيال رياض سلامة لإخفاء ما لديه من معلومات عن الكثير من المسؤولين في الملف المالي”.
واعتبر أن “لا إمكانية لوجود كيمياء بين الرئيسين عون والحريري”، وسأل: “هل أنت مقتنعة أن جبران باسيل يحرك الرئيس ميشال عون، هذه أكاذيب ويحاولون شيطنة جبران، وكل ما في الأمر أن باسيل يفهم على الرئيس عون”.
وهاب: الحكومة تنتظر حلحلة الحريري
جنبلاط عن علاقته بالعهد: “لا أنا بحبهم ولا هني بحبوني”!