الراعي للمسؤولين: ألفوا “حكومةَ الضمير” وليوقعها ضميركم

توجه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للمسؤولين بالقول: “إلى متى تحرمون الشعب، من حقّه في الخلاص من معاناته، وفي العيش بفرح، وفي ترقّيه الاقتصاديّ والإجتماعيّ؟”.

وقال الراعي في عظة يوم الأحد: “لقد تجاوزنا عبثا الفترة المألوفةَ لتشكيل حكومة تعتمد المعايير الدستورية والميثاقية أساسًا، ومصلحةَ الشعب والوطن هدفًا وحان الوقتُ لأنْ تستخلصوا العِبرَ من هذا الفشلِ، ألّفوا “حكومةَ الضمير” وليُوقّعْها ضميركم”.

ورأى انه “من المعيب ألّا تبتدعوا مقاربةٍ جديدةٍ تتخطّى العُقدَ والشروط والمصالح والمزاجيّةَ ورفض الآخر، الشعبُ المقهور يريد تشكيل فريق وزاري نُخبوي، مستقِل، بعيد عن ذهنيّة المحاصصة الحزبيّة، معزّز بذوي خِبرةٍ في الشأنين الإصلاحي والوطنيّ لمواجهة التطوّرات الآتية. الشعب يريد حكومة تقوم على معايير المداورة الكاملة وعدم احتكار الحقائب وعدم الهيمنة على مسار أعمالها”.

وأشار الى انه “ليس المطلوب من رئيس الجمهورية ولا من الرئيس المكلَّف أن يَتنازلا عن صلاحيّاتِهما الدستوريّة ليؤلّفا الحكومة، بل أن يتحاورا ويتعاونا من دون خلفيّات وتحفظات غير مكشوفة”، لافتاً الى أنَّ “الحرص على الصلاحيّات لا يمنع الليونة في المواقف، ولا يحولُ دون التفاهم لكن، مع الأسف، نلاحظُ أن عمليّةَ تشكيل حكومة جديدة تَتعقّدُ عوض أن تَنفرِج، وبهذا تُنزل الأضرار الجسيمة بالدولة واقتصادها ومالها وإستقرار أمنها، وتشلّ مؤسّساتها العامّة، وتفكفك أوصالها، وتذلّ شعبها.

وسأل الراعي: “بأيّ حقّ تفعلون ذلك؟ لا، ليس هذا هو مفهوم السلطة حيث يعجز أصحابها عن الحوار فيما بينهم على حساب الدولة الآخذة بالإنهيار. وفي المقابل لا يوجد عندنا اليوم سلطة دستوريّة تحسم الخلافات التي تشلّ حياة المؤسّسات الدستوريّة”.

ودعا الراعي إلى تنظيم مؤتمر دوليّ خاصّ بلبنان برعاية منظمّة الأمم المتحدة، وقال: “لسنا مستعدّين أن نَدع الوطن النموذج، الذي أسّسناه معًا وبنياه ورفعناه إلى مستوى الأممِ الحضاريّة يَسقطُ أمام الظلاميّةِ أو يَستسلمُ أمامَ المشاريع العابرة المشرق والمخالفة جوهر الوجود اللبناني. لقد آليْنا على أنفسنا، طوالَ تاريخِنا، أن نُعطيَ الأولوية للحلول الحضاريّة والسياسية والدبلوماسية، لا للحلول العسكريّة”.

وفي الختام، قال الراعي: “مثل هذا المؤتمر الدوليّ لا ينتزع القرار اللبنانيّ والسيادةَ والاستقلال وهي أصلًا مفقودةٌ حاليًّا بل يَنتزِعُها من مصادريها ويعيدها إلى الدولة والشرعيّة والشعب، إلى لبنان. المؤتمر الدوليّ يَنزعُ التدخّلاتِ الخارجيّةَ التي تمنعُ بلورةَ القرارِ الوطني الحرِّ والجامع، ويُثبِّتُ دولة لبنان ويَضمن حيادها الإيجابيّ. ويبقى على الأمم المتّحدة أن تجدهي الوسيلة القانونيّة لتقوم بواجبها تجاه دولة لبنان التي تتعرّض للخط”.

وفي الذكرى السادسة عشرة لإغتيال الرئيس رفيق الحريري رئيس الحكومة الأسبق، جدّد الراعي التعازي لعائلته.

المصدر: Lbci