بدأ “مسبار الأمل” الإماراتي مهامه العلمية، وذلك بعد نجاحه يوم الثلاثاء في دخول مدار الالتقاط حول كوكب المريخ.
وعقد الأربعاء، مؤتمر صحفي لتسليط الضوء على المراحل التالية التي سيمر بها “مسبار الأمل” طوال مهمته في استكشاف الكوكب الأحمر على مدار سنة مريخية كاملة تعادل 687 يوما بالتقويم الأرضي.
وقالت سارة الأميري، وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة، رئيسة مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، إن نجاح “مسبار الأمل” في الوصول إلى المريخ يشكل بداية لسلسلة مهام علمية غير مسبوقة ستقدم صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ للمرة الأولى في تاريخ البشرية، وتضع بياناتها في خدمة المجتمع العلمي العالمي.
وأضافت: “نبارك لكل من في دولة الإمارات ولكل الشعوب العربية هذا الإنجاز التاريخي الذي كان نتاج عمل سبع سنوات تقريبا ضمن برنامج متكامل لنقل المعرفة.. فالنهج المبتكر الذي اتبعته دولة الإمارات تكلل بالنجاح وشكل إضافة نوعية إلى قطاع استكشاف الفضاء في العالم”.
وعن الكوادر الإماراتية التي أنجزت المهمة المريخية العربية الأولى، قالت: “الفريق العلمي تم تطويره من كوادر إماراتية بالتعاون مع شركاء المعرفة، عملوا في أبحاث متميزة في الفضاء الخارجي تركز بشكل أساسي على المريخ، وهم جاهزون اليوم لبدء تلقي البيانات العلمية وتحليلها وتوفيرها في متناول المجتمع العلمي العالمي”.
كما أشادت بالفريق الهندسي الذي صمم نظام الدفع العكسي المبتكر الذي طورته كفاءات إماراتية وعمل لمدة 27 دقيقة متواصلة، مؤكدة أن خبرات الكوادر الإماراتية في قطاع الفضاء تبلورت بفعل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.
وأوضحت أن المراحل التالية لمهمة “مسبار الأمل” التاريخية ذات الأهداف العلمية غير المسبوقة في تاريخ البشرية، ستزود المجتمع العلمي العالمي ببيانات شاملة عن الغلاف الجوي للكوكب الأحمر وأسباب تغير مناخه.
وأكدت أن الفريق العلمي لمسبار الأمل لديه الجاهزية الكاملة لتلقي وتحليل البيانات العلمية الجديدة التي سيجمعها على مدار سنة مريخية كاملة.
وأبرزت أن الكفاءات والكوادر الشابة التي يضمها فريق عمل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ لديها القدرات والإمكانات لبناء قاعدة بيانات علمية متكاملة تكون بمثابة منصة عالمية مشتركة لنقل المعرفة ومشاركة المعطيات العلمية الحيوية.
وعن البيانات العلمية التي سيجمعها مسبار الأمل، قالت سارة الأميري “إن البيانات ستتم مشاركتها مع المجتمع العلمي العالمي ابتداء من سبتمبر 2021 دون مقابل من أجل تعزيز المعرفة البشرية”.
واختتمت الأميري بالقول إن أثر مهمة “مسبار الأمل” لا يقدر بثمن لمستقبل دولة الإمارات وطموحها للخمسين عاما القادمة بأجيالها من كل الفئات العمرية، لتؤكد الشعار الذي ترفعه لا شيء مستحيل.
وتابع الملايين في دولة الإمارات والوطن العربي والعالم يوم 9 فبراير 2021 اللحظات التاريخية لدخول مسبار الأمل إلى مدار الالتقاط حول كوكب المريخ بعد قطعه مسافة 493 مليون كيلومتر في الفضاء.
وتتضمن المرحلة التالية من رحلة مسبار الأمل الانتقال من مدار الالتقاط حول المريخ إلى مدار علمي مناسب حول الكوكب الأحمر حتى يتمكن من أداء مهامه العلمية المخطط لها، على ارتفاع 1000 كيلومتر فوق سطح المريخ وعلى بعد 49,380 كيلومتر منه.
ومن الضروري أن يكون المدار العلمي بيضاوي الشكل لنجاح المهمة، فيما تستغرق مدة الدورة الواحدة حول الكوكب الأحمر حوالي 40 ساعة في هذه المرحلة ما قبل الأخيرة من رحلة المسبار.
ومع تمكن “مسبار الأمل” من تخطي هذه التحديات بنجاح، سيقوم بأخذ الصورة الأولى للمريخ عبر أجهزته العلمية، خلال وجوده في مدار الالتقاط.