عائلة لقمان سليم في حماية “أمنية”…بطلب ألماني

قالت رشا سليم، شقيقة الناشط اللبناني لقمان الذي وجد قبل أيام مقتولا داخل سيارته، إن لقمان سيدفن في حديقة المنزل عند المدخل الذي قالت إنه سيبقى مفتوحا لمن يرغب في الصلاة على جثمانه.
وقالت رشا سليم، اليوم الأحد، إن قتلة لقمان يدعون أنهم هم أصحاب الأخلاق، مستغربة ذكر خبر مقتل لقمان قبل نشرة الطقس على بعض القنوات التلفزيونية.

كما استغربت رشا سليم إرسال السفارة الألمانية عنصرين من الأمن اللبناني بطلب منهم حماية لزوجة لقمان الألمانية، معتبرة أن ذلك يعني اتجاه الدولة اللبنانية إلى تحويل لبنان إلى قضية عالمية.
وقالت إنه لم يتم حتى الآن الاتصال معهم من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية منذ اختفاء لقمان، بمن فيهم بقايا السلطة اللبنانية، على حد تعبيرها.
وبعد اختفاء وغموض حول مصيره، عثر الخميس على جثة الناشط والباحث اللبناني لقمان سليم مقتولاً داخل سيارته في جنوب لبنان، فيما أفادت وسائل إعلام محلية أنه قتل برصاصتين في الرأس.
وكانت عائلة لقمان أطلقت ليل الأربعاء/ الخميس، رسالة استغاثة، طالبة من يعرف عنه شيئا التواصل معها.
وكتبت رشا سليم الأمير، شقيقة الباحث والمحلل السياسي، المعروف بمعارضته الشرسة لحزب الله بتغريدة على “تويتر” كما على حسابها على فيسبوك، أن “أخاها غادر منطقة نيحا في الجنوب عائدًا إلى بيروت لكنه لم يعد بعد. هاتفه لا يرد. لا أثر له في المستشفيات”.
يذكر أن المعارض الشيعي لطالما انتقد حزب الله وسلاحه، معتبرا أن أجنداته خارجية، تقدم مصلحة إيران على مصلحة لبنان، وما فتئ يعتبر أن الحزب يمارس سلطة القمع والرقابة على عقول مناصريه.
وكان تعرض سابقا لحملات تخوينية عدة من قبل موالي وأنصار الحزب وحركة أمل، حتى إنهم دخلوا العام الماضي حديقة منزله، تاركين له رسالة تهديد، وملوحين برصاص وكاتم صوت، ما دفع الباحث إلى إصدار بيان حمل فيه مسؤولية تعرضه لأي اعتداء إلى أمين عام حزب الله حسن نصرالله، وحركة أمل برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وولد لقمان في حارة حريك بضاحية بيروت عام 1962، ثم انتقل إلى فرنسا في 1982 لدراسة الفلسفة في جامعة السوربون، وعاد إلى العاصمة اللبنانية في 1988.
عام 1990 أسس دارا للنشر تهتم بنشر الأدب العربي ومقالات ذات محتوى مثير للجدل، تتراوح منشوراتها بين الكتب التي يحظرها الأمن العام اللبناني وحتى الترجمات العربية الأولى لكتابات محمد خاتمي الرئيس الإصلاحي الإيراني السابق، والتي أثارت جدلاً داخل المجتمع الشيعي في لبنان. تميز بمواقفه الصلبة من حزب الله، ما عرضه للعديد من حملات تشويه الصورة والتخوين والاتهام بالعمالة.
وفي تعليقه على اغتيال لقمان سليم، رأى البطريرك الماروني بشارة الراعي في القضية دافعاً جديداً لوضعِ حدٍّ لكلِّ سلاحٍ متفلِّت.
هذا وأكد موسى خوري محامي عائلة لقمان سليم، أن التحقيقات توصلت إلى معلومات جديدة حول مقتله ستعرف خلاصتها لاحقاً. وأضاف في تصريحات للشرق الأوسط أن لقمان أصيب بست طلقات نارية، وأن الجهود تبذل لمعرفة هوية من قتله وليس فقط الجهة المنفذة.