قصة عمر مع الفقر… عملَ ببدل يومي 10 آلاف ليرة قبل أن تنهي طلقة نارية حياته

منذ سنوات يعاني من الفقر والبطالة وضيق الحال. حاول الهرب من وطنٍ لم يؤمّن له أدنى مقومات العيش. قصد تركيا التي لم تفتح له باب رزق ليعود إلى لبنان قبل نحو 3 أشهر حيث كان الموت بانتظاره في الأمس بعدما نزل إلى الساحة كغيره من الشبان لرفع الصوت “كفى تجويعنا”… دفع #عمر طيبا حياته بطلقة نارية أصابت ظهره قطعت شريان قلبه، قبل أن ينقل إلى مستشفى النيني. حاول المقاومة لساعات إلا أنه في الصباح أسلم الروح، ربما لأن الموت أصبح أهون من العيش على قيد الحياة

رحيل أبدي
لم ينزل عمر (29 سنة) في الأمس إلى الساحة مع بداية التظاهرات، كان يتابع ما يدور، كما قال شقيقه أحمد عبر التلفاز، وأضاف لـ”النهار”: “قصد ابن عمي منزلنا، طلب منه مرافقته ليتابعا ما يحصل على الأرض، وبالفعل نزل معه، رأيتهما على درج البيت، قلت له: إبقَ هنا لا علاقة لك بما يحصل، أجابني: سأقف بعيداً وأشاهد… ورحل إلى الأبد”، لافتاً إلى أن عمر “لا يشارك في العادة في التظاهرات لكن كتب عليه أن تكون نهايته بهذه الطريقة المأسوية، فهو كغيره من الشبان موجوع ومقهور، حاول البحث عن وطن يحتضنه، جمع مبلغاً من المال وقصد تركيا مع ابن عمه حيث كان قد عرض عليه عملاً في معمل للأحذية، لكن عندما وصل لم يتم توظيفه، بحث كثيراً عن وظيفة من دون نتيجة فعاد إلى لبنان قبل شهر ليعمل في فرن للمعجنات ببدل يومي مقداره 10 آلاف “.ليرة من الصباح حتى الساعة الواحدة ظهراً، شاب يوميته عشرة آلاف ماذا تشتري له؟!!

فتحُ تحقيق

رحل عمر تاركاً والدته وشقيقه وشقيقاته الستّ في حالة من الحزن والأسى على فراقه، فبعدما كانوا يتأملون أن يفرحوا به ويزفوه على عروسه، زفوه اليوم إلى مثواه الأخير، وقال أحمد والدموع تخنق صوته: “نطالب بتحقيق شفاف ومعاقبة من أطلق الرصاص الحي، فشقيقي لم يكن يقوم بأعمال شغب وحقه وحق كل الشبان أن يرفعوا الصوت، فقد اكتفينا جوعاً وفقراً، البطالة تنهش شبان طرابلس، كل ما نريده أن نعيش بكرامة وهذه أبسط حقوقنا”، في حين أكد مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ”النهار” أنه “تم فتح تحقيق بكل ما حدث في الأمس”.

بركان من الوجع والجوع والقهر تفجّر في طرابلس، نزل الشبان إلى الساحات رافعين الصوت بعدما خنقتهم الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية ليضاف إليها أزمة كورونا، فهل تسارع السلطة السياسية إلى تدارك الوضع أم إن أياماً صعبة تنتظر لبنان؟

المصدر : النهار