تحرك عالمي لمواجهة تحور “كورونا”

لم يكد العالم يتنفس الصعداء بعد التوصل إلى لقاحات جديدة لفيروس كورونا، حتى ظهرت سلالات متحورة منه وقلبت الأمور رأسا على عقب، أمرٌ دفع جهات طبية عديدة للبحث عن حلول عاجلة لوقف زحف تحور الفيروس. صحيفة “ذا تليغراف البريطانية” قالت إن علماء جامعة أوكسفورد يعكفون حاليا على تطوير نسخ جديدة من لقاحهم لمكافحة سلالات متحورة من فيروس كورونا ظهرت في بريطانيا وجنوب أفريقيا والبرازيل.

تحرك الجامعة يأتي على عجل بسبب ما تتميز به السلالة الجديدة من قدرتها على العدوى بنسبة أكبر بخمسين إلى سبعين بالمئة من الفيروس المستجد الأصلي، تطور نجم عنه تسجيل بريطانيا أكثر من ثلاثة ملايين إصابة. ودخلت منظمة الصحة العالمية على الخط، وقالت إن النسخة البريطانية المتحوّرة من فيروس كورونا المستجدّ رُصدت حتى الآن في 60 دولة على الأقلّ، أي أكثر بعشر دول مما كان عليه الوضع قبل أسبوع.

وأوضحت المنظمة أيضا أنها تراقب انتشار نوعين آخرين ظهرا في البرازيل. كما أن النسخ المتحورة من الفيروس تسببت في زيادة الضغط على النظم الصحية التي تبدو في بعض البلدان مثل بريطانيا والولايات المتحدة على وشك الانفجار. وفي ضوء تلك التطورات، تطرح تساؤلات عن فعالية اللقاحات ضد السلالات المتحورة، لكن منتجي اللقاحات يؤكدون فعاليتها حتى الآن. وقال كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي إن لقاحات فيروس كورونا يمكن تعديلها لتضع في الحسبان السلالات الجديدة للفيروس، وإن السلالة التي ظهرت في جنوب إفريقيا مثيرة للقلق، لكنها لم تصل إلى الولايات المتحدة فيما يبدو.

وفي إفادة صحفية بالبيت الأبيض، أضاف فاوتشي أن السلالة الأخرى سريعة الانتشار التي ظهرت لأول مرة في المملكة المتحدة انتقلت إلى ما لا يقل عن 20 ولاية أميركية. وقال فاوتشي إنه يتوقع أن تكون اللقاحات الحالية فعالة للوقاية من الطفرات الفيروسية المكتشفة في الآونة الأخيرة.

وأشار إلى أن الإصابات بفيروس كورونا قد تكون على وشك الاستقرار في الولايات المتحدة بناء على متوسط الإصابات في الأيام السبعة الأخيرة. وخرجت إصابات كوفيد-19 عن السيطرة على مدى أشهر في الولايات المتحدة برغم البدء في حملة تطعيم ضخمة. وتجاوز عدد الوفيات في البلاد 400 ألف.

موقع القوات