حذرت 3 وكالات اتحادية أميركية لإنفاذ القانون، في نشرة صدرت مؤخرا، من ارتفاع النشاط المتطرف العنيف في الولايات المتحدة، بما يشكل “أكبر تهديد إرهابي محلي في عام 2021”.
وأعلن مكتب التحقيقات الفدرالي “إف بي آي”، ووزارة الأمن الداخلي، والمركز الوطني لمكافحة الإرهاب، في نشرة استخبارات مشتركة صدرت الأربعاء، أن هذا التهديد يأتي من “المتطرفين العنيفين المناهضين للحكومة أو المناهضين للسلطة”.
ويأتي التحذير بعد أيام من اقتحام المئات من أنصار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مبنى الكونغرس في العاصمة واشنطن، وارتكاب أعمال عنف وتخريب، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص، بينهم أحد أفراد شرطة الكابيتول.
“الأمر مقلق جدا، فشخص واحد يحمل أفكارا متطرفة يمكنه أن يتسبب بأعمال عنف وقتل وبأذى ودمار كبيرين، مثلما حصل في ناشفيل بولاية تينيسي”، يقول دايفيد كاتز، المدير التنفيذي لمجموعة “غلوبال سكيوريتي” الأمنية، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”.
ويؤكد كاتز أن ما شهده الكونغرس يوم 6 كانون الثاني، خطير “لأن المحتجين لم يكونوا يتظاهرون سلميا، بل كانوا عبارة عن مجموعات متطرفة، جاءت لارتكاب أعمال عنف”، لافتا إلى أن “فشل الاستعدادات الأمنية في الكابيتول كان صادما وغير مبرر”.
وعلى أحد المنتديات، الذي جذب بعض أكثر مؤيدي ترامب حماسة في الفترة التي سبقت هجوم 6 كانون الثاني، بدا المستخدمون مقتنعين بأن مسؤولي إنفاذ القانون قد يسحقون أي احتجاج في المستقبل القريب، لكن النقاشات انتقلت إلى بحث موعد الفرصة التالية للاحتجاج المسلح.
وقالت ريتا كاتز، المديرة التنفيذية لمجموعة “سايت إنتيليجنس”، التي تراقب الجماعات المتطرفة واستخدامها لوسائل التواصل الاجتماعي، إن خطاب مجموعات اليمين المتشدد في الولايات المتحدة بدأ يتحول إلى فكرة “ستكون هذه المعركة طويلة”.
وأضافت كاتز لصحيفة “واشنطن بوست” أن “الإجماع السائد عبر الحركات التي شاركت في حصار الكابيتول أو دعمته، هو أنهم سيستمرون في المضي قدما”.
وفي رسالة لمؤيديه، كتب إنريكي تاريو، رئيس مجموعة “براود بويز” اليمينية المتطرفة، على قناة تيليغرام الخاصة بالحركة: “لن نجلس مكتوفي الأيدي على مدى السنوات الأربع المقبلة، لكن بإمكاننا اختيار معاركنا المستقبلية”.
ويشدد المدير التنفيذي لمجموعة “غلوبال سكيوريتي” الأمنية، دايفيد كاتز، في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية” على أن “أعداد المتشددين المحليين في الولايات المتحدة، سواء أكانوا من أقصى اليمين أو أقصى اليسار، قليلة جدا، لكنهم فعالون جدا وخطرون للغاية”.
“القيام بأعمال تخريب منظمة يتطلب التواصل بين مجموعة من الأفراد”، يقول كاتز، ويؤكد أن التصدي لمجموعات التشدد المحلي، يجب أن يبدأ أولا عبر “تحديد وسائل تواصل أفرادها، ومراقبة تلك الوسائل من خلال اختراقها، إضافة إلى توظيف مخبرين بين صفوف تلك المجموعات”، لمراقبة تحركاتها.
وقد أدت أعمال العنف والشغب في الكونغرس وبثها على الهواء مباشرة يوم 6 كانون الثاني، وما تلاها من استجابة أمنية، إلى انحسار أنشطة المتشددين، وفق ما نقلت شبكة “إن بي سي” عن آن بيرغ، أستاذة التاريخ في جامعة بنسلفانيا والخبيرة في تاريخ النازية والتطرف.
وبحسب بيرغ: “لكن هذا لا يعني أن الحركة تقلصت. أنا شخصيا لست قلقة من الأسبوعين المقبلين، بقدر قلقي من السنوات العديدة المقبلة”.
المصدر: سكاي نيوز عربية