أثار خبر حصول ردود فعل تحسسية على لقاح شركة فايزر قلقاً كبيراً بين سكان الكرة الأرضية المتشوقين إلى عودة الحياة لطبيعتها، فماذا يوجد في لقاح كورونا من مواد كيماوية، وأي منها قد يستوجب ردود الفعل التحسسية.
بينما كان العالم يترقب صدور لقاح- أي لقاح- يُنهي أزمة جائحة كورونا، خرجت الشركات العالمية بأكثر من لقاح، حازت الواحدة تلو الأخرى موافقات الهيئات الصحية العالمية؛ منها ما يتطلب جرعتين ومنها ما قد يستوجب جرعة واحدة.
فإذا كانت نسبة فاعليتها 95% فما فوق، فلماذا أدت إلى ظهور ردود فعل تحسسية؟
جمعنا في هذا التقرير ما أصدرته الدوريات الطبية والعلمية التي أوضحت مكونات لقاح كورونا، وليس فقط الأجسام المضادة لفيروس كوفيد 19 المستجد.
ويُعد لقاحا كل من فايزر بيونتيك Pfizer-BioNTech وموديرنا Moderna 9 لقاحين من نوع mRNA، واللذان يستخدمان نسخة من مادة كيميائية طبيعية تسمى mRNA لإثارة الاستجابة المناعية للجسم .
وعندما يتم تنشيط الاستجابة المناعية، فإنها تحمي الجسم من الإصابة بعدوى.
بدوره أوضح اختصاصي الحساسية والمناعة المعتمد من مجلس الإدارة في Columbia Allergy، سانجيف جاين: “تتم تعبئة الحمض النووي الريبي بطريقة مماثلة في كلا اللقاحين، الأمر الذي يتطلب استخدام البولي إيثيلين جلايكول أو polyethylene glycol، وهي المادة الكيميائية المشتبه في تحفيزها تفاعلات الحساسية لدى عدد قليل من المرضى الذين لديهم رد فعل تحسسي تجاه لقاح فايزر”.
وقال جاين لموقع Very Well الطبي: “في حين حدد البحث أن البولي إيثيلين جلايكول- مادة تحتوي على جزيئات كبيرة جداً- آمن للاستخدام، فإن الحساسية ممكنة ويمكن أن تسبب تفاعلات”.
ويوضح جاين أن “اللقاح يحتوي بشكل أساسي على أملاح ومُثبتات على شكل سكريات ودهون، والتي لا تسبب الحساسية”.
وإذا ما قارنا المكونات، فسنجد أن كلا اللقاحين متشابه، لكن “الاختلاف الأساسي بين الاثنين هو أن تغليف الحمض النووي الريبي في لقاح موديرنا يسمح بالتخزين في ثلاجة عادية، مقارنة بالمجمدات شديدة البرودة اللازمة لتخزين لقاح فايزر”، حسب جاين.
وعلى الرغم من أن ردود الفعل التحسسية للقاحات ممكنة، يقول جاين إنَّ خطر رد الفعل تجاه لقاحات كورونا الحالية منخفض إلى حد ما، و”يمكن أن تُعزى معظم ردود الفعل التحسسية إلى المواد الحافظة أو سدادات القنينة المصنوعة من مادة اللاتكس. ولا يحتوي اللقاح على أي من هذه المكونات”.