خطرٌ “إستراتيجي” يدعو الى “القلق”

لفتت نقابة الممرضين والممرضات الى أنه “تكاثرت في الآونة الأخيرة هجرة اليد العاملة التمريضية ذات الكفاءة العلمية والخبرات بحثاً عن ظروف عمل خارج لبنان وهذا أمر يدعو الى القلق على مستقبل الصحة في لبنان ومستقبل المهنة”.

وأكدت نقابة الممرضات والممرضين في لبنان في بيان على أنّ “استمرار الوضع على ما هو عليه يشكّل خطراً استراتيجياً لا يمكن تصحيحه بسهولة إذ أنّ القطاع يسير بعكس التوجّهات العالمية التي أعلنت حاجتها لملايين الممرضات والممرضين، في حين أنّ في لبنان يتمّ الإستغناء عن خدماتهم تحت حجج وذرائع، بينما بالحقيقة الأسباب هي التقصير من قبل المعنيين في معالجة المشاكل التي يعاني منها الجسم التمريضي وهذا يؤدي الى دفعهم الى الهجرة”.

وأضاف البيان، “أمام هذا الواقع تدقّ النقابة ناقوس الخطر وتدعو كافة المسؤولين الى تحمّل مسؤولياتهم لتحسين ظروف عمل الممرضات والممرضين واستبقائهم في عملهم وفي وطنهم وإلّا ستكون النتائج والتداعيات كبيرة وخطيرة وكارثية وتصبح صحة الناس والعناية بهم في خطر، وعندها لن ينفع الندم”.

على صعيد متصل، كشف نقيب الأطباء شرف أبو شرف، عن خسارة كبيرة تعرض لها لبنان، تتمثل بتقديم مئات الأطباء من النقابة لطلب ملفاتهم وإفادات استعداداً لمغادرة البلاد، منبهاً لكارثة حقيقية في حال استمر النزيف الحاصل في القطاع الطبي.

وأشار أبو شرف إلى تهافت دول أوروبا وأميركا، كما الدول العربية المجاورة، على توظيف الأطباء والممرضين اللبنانيين، وكل العاملين في القطاع الاستشفائي، نظراً لمستوياتهم العلمية وخبراتهم الكبيرة، إضافة للاندفاع في العمل.ولفت في تصريح لـ”الشرق الأوسط”، إلى أن “الأزمات المتشابكة المالية والاقتصادية والمصرفية انعكست على العاملين في هذا القطاع، وعلى عوائلهم، كما أن الشركات التي كانت تساهم بسفر الأطباء للمشاركة في مؤتمرات طبية في الخارج أحجمت عن ذلك في الفترة الماضية بسبب الأزمة، كل ذلك دفع الأطباء للبحث عن فرص عمل خارج لبنان لتأمين مستوى معيشة أفضل، والأهم الأمان والاستقرار لعائلاتهم”.