كرّرت مصادر عين التينة الإشارة عبر “الأنباء” إلى أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومن قبل أن تتشكل حكومة حسان دياب، كان متمسكاً بترشيح الرئيس سعد الحريري، لكنه فوجئ باعتذاره عن قبول التكليف، وعلى هذا الأساس سار بدياب.
لكن تفاقم الأزمة المالية والاقتصادية، وجائحة كورونا، وفشل الحكومة بالإنقاذ زادت بري إصراراً بعد استقالة الحكومة على تسمية الحريري، خاصةً بعد أن رأى بأمّ العين حجم الدمار الهائل الذي خلّفه انفجار المرفأ، لكنه لم يشأ مفاتحة أحد بهذا الأمر بانتظار أن تنطق المحكمة الدولية بحكمها في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، والموقف المسؤول الذي عبّر عنه الحريري عقب صدور الحكم، وهو ما زاد بري قناعةً بضرورة تكليفه تشكيل الحكومة”.
واستناداً إلى ذلك، أضافت مصادر عين التينة، أن “بري أدار محرّكاته باتجاه القصر الجمهوري لوضع الرئيس عون بالأجواء”، مشيرةً إلى أن “رئيس الجمهورية ميشال عون ليس بعيداً عن خيار تسمية الحريري لأنه يدرك تماماً المأزق الكبير الذي كانت تواجهه الحكومة المستقيلة، ما ضاعف من حجم الأزمة على كافة الصُعد الاقتصادية، والمالية، والمعيشية، والصحية.
لكن عون يريد للعلاقة مع الحريري أن تعود إلى ما كانت عليه في بداية العهد، وليس كما بلغته بعد انتفاضة 17 تشرين، وأدّت إلى فرط التسوية بين التيارين الأزرق والبرتقالي، وما استتبع ذلك من مواقف وتصريحات وسّعت الفجوة بينهما”.
وأفادت مصادر عين التينة أن، “بري أبلغ عون أن ظروف تشكيل الحكومة بعد انفجار المرفأ مختلفة كلياً عما قبله.
فالبلد اليوم بكارثة، ويحتاج إلى حكومة إنقاذ تأخذ على عاتقها إعادة الإعمار، والتعويض على المتضررين”، لافتةً إلى أن “بري قد يلتقي الحريري خلال الـ48 ساعة المقبلة، وسيكون موضوع تشكيل الحكومة، بطبيعة الحال، محور اللقاء وحيث يأمل بري أن يتمكّن من إقناع الحريري بقبول تشكيل حكومة سياسية، أو على الأقل في الوقت الحاضر، بقبول التكليف وبعدها تسهّل عملية التأليف”.