أشار وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي، اليوم الجمعة، الى انه “إنتهت الإمتحانات الرسمية بخير في التعليم العام والتعليم المهني. مبروك لجميع الذين أسهموا في إنجازها وإنجاحها، ومبروك للبنان الذي خاض التحدي في ظروف بالغة الصعوبة إن لم نقل خطرة، وخطرة جدا في أحيان كثيرة، لكن إرادتنا الموحدة شاءت أن نتمسك بشهادتنا الرسمية لتكون تعبيرا عن تمسكنا بريادتنا وهويتنا التربوية، في وقت كان جنوبنا العزيز ينزف، لكننا نتابع المسيرة بكل عناد ووعي وثقة، وقبل كل شيء بكل إيمان بالله”.
اضاف، خلال مؤتمر صحافي في مكتبه في الوزارة ، تحدث فيه عن كل الظروف التي رافقت التحضير للامتحانات الرسمية والتحضيرات لإجرائها، “أقول ذلك والجميع يعلم حجم التجييش السياسي والإعلامي والرقمي الذي تعرضنا له لِدَفعِنا على إعطاء الإفادات أو محاولات التعطيل، لكننا تجاوزنا الضغوطات لِقناعتنا أنه يوم تصدر النتائج ويتباهى كل مستحق منهم بنجاحه، سوف نكون مطمئنين إلى حاضرهم ومستقبلهم”.
وتابع، “في اليوم الأول للإمتحانات ومع التوصيف الجديد للمسابقات، وتعاظم حجمها لجهة عدد الأسئلة ودرسها لتكون مراعية للتوصيف، ومنسجمة مع المناهج المطلوبة وغير معقدة وغير تعجيزية، حدث أمر لم يكن في الحسبان إذ تأخرت لجنة الكيمياء في تسليم المسابقات كافة مما أخَّر عملية الطباعة علماً أنَّ دائرة الإمتحانات بذلت قصارى جهدها لتدارك الموضوع وبذلت قوى الأمن الداخلي المكلفة نقل المسابقات إلى كل أنحاء لبنان والتي كان مِن المفترض أن تنطلق بعيد الساعة الرابعة فجراَ لتصل في الوقت المناسب إلى أقاصي عكار والهرمل واقاصي الجنوب والبقاع، كل الجهد لإيصال المسابقات في أقرب وقت ممكن. ونوجه لها جزيل الشكر على مجهودها”.
وقال الحلبي: “وفي ظل الوقت المتاح عمل الموظفون على المستويات كافة في الطباعة وتعاونوا على التوضيب وختم المغلفات ومن ثم علب الكرتون ولصقها ، مما احدث تأخيرا في انطلاقة المسابقات عن موعدها الطبيعي بنحو ساعة ونيف ، فوصلت المسابقات إلى بيروت وجبل لبنان بصورة عادية من دون تأخير ، لكنها تأخرت في الوصول إلى عكار والهرمل بما يزيد عن ساعة وأحياناً أكثر”.
وأكد أنه “في هذا الوقت كانت لجان الإمتحانات أبلغت رؤساء المراكز في كل لبنان بعدم فتح مغلفات الأسئلة حتى تصل كلها إلى المراكز كافة” .
وتابع، “وهكذا فإن المرشحين كانوا موجودين داخل المراكز من دون هواتف او أي وسيلة إتصال ، ما يدحض فكرة تسريب الأسئلة وتوزيعها عليهم لأن المرشحين كانوا منقطعين عن أي تواصل خارجي” .
واردف، “لقد كلفنا لجنة بالتحقيق الداخلي والتدقيق في مصدر تصوير المسابقة وطلبنا من النيابة العامة التمييزية ملاحقة مَن تبيَّنَ لنا انهم أقدموا على نشر بعض الأسئلة لِمعرفة المصدر والمستفيدين.”
ولفت الحلبي، الى ” أن إصدار المركز التربوي للبحوث والإنماء للتوصيف الجديد، كان منصفاً بحق المرشحين وأتاح أمام جميع المرشحين خيارات من الأسئلة منسجمة مع ما درسوه من المنهاج، وذلك من دون أي خفض في مستوى الإجابة عن أي سؤال أو التقليل من القيمة الأكاديمية للشهادة”.
وقال: “لقد كان المعلمون والأساتذة على قدر المسؤولية التربوية الملقاة على عاتقهم فشاركوا بِكثافة في عضوية اللجان التي وضعت الأسئلة وشاركوا بكثافة في المراقبة في الـ 240 مركزاً في التعليم العام، و56 مركزاً في التعليم المهني والتقني، وهي مجموع مراكز الإمتحانات في جميع الأقضية والمحافظات اللبنانية منها 23 مركزاً لذوي الإحتياجات الخاصة، وأربعة مراكز خارج لبنان، ومركز في سجن الوروار ومركز سرطان الأطفال سان جود، وهم أيضاً سيشاركون بالطبع بكثافة في عملية التصحيح التي ستبدأ في المراكز المعتمدة إبتداءً من يوم الثلاثاء القادم”.
وأوضح، ان “هؤلاء كانوا على قدر الحس العالي بالمسؤولية الوطنية مثلهم مثل تلاميذهم الذين قرروا خوض التحدي بكل إيمان ومسؤولية فنجحوا، في الوقت الذي لم ينجح فيه العدو الإسرائيلي في إجراء امتحانات لتلامذته في المنطقة المحاذية لجنوبنا العزيز. ولولا وقوفنا صفاً واحداً إدارة وأساتذة ومعلمين وأهالي وقوى أمنية وعسكرية وتفتيش ومدارس وتلاميذ لما تحقق لنا ذلك”.
وتابع الحلبي، “لقد ظن البعض أننا أقدمنا على هذه الإمتحانات بعبثية وأننا نضع أولادنا في فوهة المدفع ، ولكن هناك حقائق يجب أن يعرفها الرأي العام ، فقد أجريت جولة اتصالات بدأتها بدولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري ومن ثم دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ نجيب ميقاتي ، وقائد الجيش العماد جوزف عون والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان ومدير المخابرات في الجيش ومدير العمليات فيه وبهذه المناسبة أتوجه بالشكر لكل واحد منهم على وقفته معنا ودعمه لنا.
واعتبر، انه “وكان موضوع أمن الإمتحانات من نقل التلاميذ إلى عودتهم والإطمئنان إلى أمن مراكز الإمتحانات ووضع الأسئلة وتوزيعها، هوالشغل الشاغل، فأمَّنا الباصات بالمواكبة الأمنية لقوى الجيش مشكورة فأعطت هذه المبادرة الإطمئنان للتلامذة هذا فضلاً عمّا قمنا به من الإتصالات الدبلوماسية بما أمن هذه المظلة الواقية ومرت الإمتحانات بأمان وسلام” .
وقال:”بالأمس كنا نشارك في الإجتماع الإستراتيجي للصندوق الإئتماني لتمويل التربية TREF في السراي الكبير برعاية وحضور دولة الرئيس نجيب ميقاتي وفي حضور ومشاركة سفراء الدول والوكالات الحكومية المانحة والمنظمات الدولية، وطلبت من دولة الرئيس سلفة خزينة للعام الدراسي الجديد بقيمة 300 مليون دولار أي ضعف السلفة التي أنفقناها على العام الدراسي الراهن، وأدعو جميع الهيئات الإدارية والتعليمية والروابط وهي كلها شريكة في المسؤولية عن القطاع، إلى الإستمرار في العمل يداً واحدة ليكون لنا عام دراسي مستقر وأفضل إن شاء الله”.
وتابع، “كذلك فقد طلبنا بالأمس تمويلاً للامتحانات الرسمية من اليونيسف لكي ندعم المراقبين والمصححين وجميع العاملين في هذا الإستحقاق الوطني بِمبالغ بالدولار الأميركي بالإضافة إلى الأتعاب بالليرة اللبنانية موضوع كتابنا إلى دولة رئيس مجلس الوزراء ومعالي وزير المالية، وهي مضاعفة ثلاث مرات، ليتمكنوا من تحمل أعباء العمل وإصدار النتائج”.
ورأى، انه “كذلك فقد انطلقت لجان وضع أسس التصحيح بالعمل أمس وبالتالي ستبدأ عملية التصحيح إبتداءً من يوم الثلاثاء كما أشرت، وسوف نطلع الرأي العام على موعد صدور النتائج مع تقدم العمل”.
واوضح الحلبي، انه ” اما الذين لم يحالفهم الحظ في هذه الدورة العادية ، فإننا ننتظر صدور النتائج لإحصاء الأعداد والإختصاصات، لاتخاذ القرار برفع مشروع مرسوم لإجراء دورة استثنائية في مجلس الوزراء.
وختم: “مع العلم انني طلبت اليوم مِن رئيس اللجان الفاحصة إعلان نتائج الشهادة المتوسطة للطلبات الحرة”.