أطلق وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، حملة التوعية لتلقيح الأطفال ضد الحصبة وأمراض الطفولة الخطيرة تحت عنوان: “حياة أطفالنا أحلى من دون حصبة ومن دون أمراض الطفولة” وذلك في لقاء في الوزارة تزامن مع الأسبوع العالمي للتحصين وتم في خلاله التشديد على ضرورة عدم إهمال التلقيح بهدف المحافظة على صحة الأطفال. حضر اللقاء ممثل اليونيسف في لبنان إدوارد بيجبدير وممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان وعدد من ممثلي المنظمات الدولية والمحلية الشريكة واللجنة الإستشارية للقاحات والمسؤولين المعنيين في وزارة الصحة العامة.
ولفت الوزير الأبيض إلى “ضرورة تحصين المجتمع”، مشيرًا إلى أن “برنامج الترصد الوبائي في الوزارة لاحظ في الفترة الأخيرة وجود بؤر لانتشار الحصبة من بينها واحدة في بيروت الكبرى فضلا عن حالات من الطفح الجلدي، حيث تبين بعد مراجعة الحالات المصابة أن هناك تراجعًا وتسرّبًا في عدد الأطفال الملقحين لأسباب عدة أبرزها تأثيرات وباء كورونا وتداعيات الأزمة المالية الراهنة”.
وأوضح أن “البؤر التي تم كشفها هي لمواطنين لبنانيين ما يدعو إلى دق ناقوس الخطر للحد من التراجع الحاصل في نسبة التلقيح”.
وشدد وزير الصحة العامة على أن الوزارة، ومن خلال تأمين اللقاح مجانًا، “تقوم بجهد كبير لرفع نسبة التحصين في المجتمع اللبناني سواء للمواطنين أم للمقيمين”. وحفّز الأهل على “عدم إهمال تلقيح أولادهم”، مؤكدًا أن “مسؤوليتهم أساسية في هذا المجال للقيام بواجباتهم تجاه أطفالهم”، وقال: “ليس من عذر على الإطلاق عندما يُفقد طفل أو يصاب بمضاعفات مرضية خطيرة لا لسبب إلا لعدم إعطائه اللقاح اللازم في الوقت المناسب خصوصًا أن اللقاح مجاني ومتوفر على جميع الأراضي اللبنانية”.
وذكّر الدكتور الأبيض بأن “مراكز الرعاية الصحية الأولية المنتشرة في مختلف المناطق اللبنانية تؤمن اللقاحات ويمكن للأهل إصطحاب أولادهم إلى المركز الموجود في المنطقة القريبة من مكان السكن”، مضيفًا أن هذه المراكز” تشكل حجر الأساس في الخطة الإستراتيجية التي وضعتها الوزارة حيث سيتم إطلاق توسعة لبرنامج الرعاية في بداية تموز المقبل عبر استعمال قرض البنك الدولي لشمول نحو مئة وسبعين ألف مواطن بتغطية صحية متقدمة من خلال البرنامج”.
ختامًا حرص الوزير الأبيض على توجيه الشكر للفريق العامل في الوزارة على موضوع التحصين ولا سيما برنامجي الترصد الوبائي واللقاح فضلا عن مختلف الشركاء المحليين والدوليين، لكل الجهود التي يتم بذلها رغم الظروف البالغة الصعوبة في لبنان.
وكان اللقاء قد بدأ بعرض تقني قدمته رئيسة برنامج الترصد الوبائي في الوزارة الدكتورة ندى غصن لفتت فيه إلى تسجيل تزايد في الحالات المصابة بداء الحصبة لأطفال تقلّ أعمار غالبيتهم عن خمس سنوات ومعظمهم غير ملقحين. وتابعت أن الحالات المصابة سجلت في محافظة جبل لبنان ولا سيما في منطقة الغبيري صبرا، وفي الجنوب وبعلبك الهرمل وعكار.
ثم تحدثت رئيسة دائرة الرعاية الصحية الأولية في الوزارة الدكتورة رندا حمادة عن الإستجابة لتزايد عدد الحالات ، مشيرة إلى أن “برنامج التلقيح ضمن دائرة الرعاية في الوزارة يعمل من خلال تسعمئة نقطة صحية في مختلف الأراضي اللبنانية، موزعة على 282 مركز رعاية و678 مستوصفا و120 عيادة خاصة وعدد من المراكز الحدودية ومراكز التسجيل التابعة للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وذلك بدعم من اليونيسف والصليب الأحمر اللبناني والشركاء في الرعاية الصحية الأولية. وأكدت المحافظة على جودة اللقاحات من خلال مراقبة دقيقة لسلسلة التبريد الضرورية لذلك والإعتماد في هذا المجال في عدد كبير من المراكز على الطاقة الشمسية”.
ولفتت إلى” أهمية تطبيقي MERA وصحتنا حيث يتم تسجيل الأطفال الملقحين من قبل الأطباء في التطبيق الأول وتعريف الأهل بأقرب نقطة تلقيح في التطبيق الثاني”.
ثم تحدث رئيس اللجنة الإستشارية للقاحات الدكتور برنار جرباقة عن أهمية اللقاح لتفادي خطر فقدان الطفل أو إصابته بعاهات دائمة. ودعا أطباء الأطفال إلى أن “يسجلوا الأطفال الملقحين على تطبيق MERA كما يحصل في مختلف دول العالم كي تحصل وزارة الصحة العامة على المعلومات الدقيقة في هذا الشأن بما يعكس شراكة إيجابية ضرورية للمجتمع بين القطاعين العام والخاص”.
وجاء في كلمة ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتور عبد الناصر أبو بكر والتي ألقتها نيابة عنه إدوينا الزغبي أن “الأزمة في لبنان إنعكست سلبًا على تحصين الأطفال حيث لم يحصل عدد كبير منهم على اللقاحات الضرورية بما يهدد حياتهم، كما يهدد بعودة أمراض خطرة مثل شلل الأطفال وزيادة نسبة الوفاة لديهم والإعاقة. أضافت أن منظمة الصحة العالمية تعيد تأكيد التزامها تقديم الدعم الكامل لوزارة الصحة العامة لتحسين التغطية باللقاحات بالتعاون مع مختلف الشركاء بهدف حماية الأطفال”.
بدوره، قال ممثل اليونيسف في لبنان إدوارد بيجبدير: “نرى العديد من الأطفال يتسرّبون من تلقّي اللقاحات المنقذة للحياة، بينما نشهد أرتفاعاً في تفشّي الأمراض الخطيرة والمميتة”. أضاف: “تدعم اليونيسف وزارة الصحة العامة منذ سنوات عديدة في المحافظة على مستويات التحصين، ونشر رسائل التوعية حول أهمّيته، بالإضافة الى تعزيز سلسلة التبريد للحفاظ على جودة اللقاحات”. وأكد قائلا: “يمكننا معًا، ضمان عدم توقّف التدخلات الصحية المنقذة للحياة وتحقيق هدفنا في تطعيم كل طفل”.