“أمل” ترّحب بـ”التطور الكبير” بين السعودية وإيران

عقد المكتب السياسي لـ “حركة أمل” إجتماعه الدوري برئاسة الحاج جميل حايك وحضور الأعضاء، وناقش المجتمعون الأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية، وبعد الإجتماع صدر بيان جاء فيه: خمسةُ عقودٍ وعقد قسمه لمّا ينفك، وإنه لقسمٌ لو تعلون عظيم. خمسةُ عقودٍ وقامته الصرخة لمّا تزل تسكن صمتنا وصوتنا وتأخذ بأيدينا. خمسةُ عقودٍ وشمس الصدر لمّا تغب رغم البعاد، وألم الفراق، ونجمنا ومشرقنا صوته وقامته.

وأمل المكتب السياسي لـ “حركة أمل” أن, “يرخي الإتفاق بين إيران والسعودية بظلاله الإيجابية على عدد كبير من الملفات المتعلقة بإستقرار المنطقة”.

 

أكّد البيان أنّ, “في رحاب شهر آذار، توقف المجتمعون أمام يوم القسم في بعلبك، عندما أطلق الإمام القائد السيد موسى الصدر حركته الإصلاحية والمطلبية والمقاوِمة أمام بحر من الجماهير التي زحفت من مختلف المناطق اللّبنانية، ملبين نداء الإمام الصدر إلتزاماً بلبنان الإنسان والرسالة والعدالة، لبنان المستجيب لقلق الطلاب والمثقفين والمجيب على أسئلة التائهين بين مشاريع الضياع التي كانت تغزو وطننا الحبيب”.

وأضاف, “القسم بجبال لبنان وسهوله، بشماله وجنوبه، بشمسه وبحره وجماله، لبنان الذي إرتقى بلغة الإمام الصدر ليُصبح صورةً مميزةً في عالم العرب ومشروعاً وقضيةً تشكل نقيضاً للمشروع الصهيوني العنصري والإحتلالي الغاصب لفلسطين وللمشروع الطائفي الذي يميز بين اللبنانيين بمكوناتهم ومناطقهم والذي كرّس الحرمان مساراً في التعامل مع أكثرية اللّبنانيين في مسيرةٍ بدأها الإمام مستوحياً معاني الشهادة والبذل والفداء في أربعينية الإمام الحسين(ع)، لتغدو اليوم بقعة الضوء في واقع لبنان والمنطقة باعتبارها مشروع الإصلاح الأكثر حضوراً، ومقدرة على أن يكون مشروع الخلاص للإنسان في لبنان”.

وتابع البيان, “في يوم السابع عشر من آذار، يجدد الحركيون إلتزامهم الكامل بمندرجات قسم بعلبك من أجل لبنان الواحد شعباً ومؤسسات وجغرافيا لا كانتونات ولا فيدرالية ولا معازل ولا حواجز بين أبنائه، لبنان العدالة لجميع بنيه في الداخل، والمقاومة والصمود في مواجهة العدو الصهيوني”.

وأردف, “في سياق موقفها الثابت من ملفات المنطقة، والتي كانت تدعو بموجبه إلى ضرورة إنهاء الخلافات بين الدول العربية والدول الإسلامية وهو ما جاء في خطاب الأخ الرئيس نبيه بري بإفتتاح سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإن “حركة أمل” ترحب بهذا التطور الكبير الذي طرأ على المشهد السياسي الإقليمي عبر نجاح الوساطة الصينية بإعادة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين المسلمتين، الجمهورية الإسلامية في إيران والمملكة العربية السعودية، والذي يؤمل أن يُرخي بظلاله الإيجابية على عدد كبير من الملفات المتعلقة بإستقرار المنطقة، ويدفع بأوضاعها إلى ما فيه خير شعوبها”.

واستكمل البيان, “ليس من قبيل الترف السياسي التأكيد على أن مفتاح حل مشاكلنا الوطنية بكل أبعادها إنما يبدأ بخطوة إنتخاب رئيس للجمهورية يتبعه تشكيل حكومة جديدة تقوم بتفعيل الإدارة والشروع بتنفيذ مشروع إصلاحي مالي نقدي إقتصادي، وتضع لبنان على سكة واقع إقتصادي جديد عماده الإنتاج بعد فشل النموذج الريعي، وتقوم بالتفاوض مع المؤسسات الدولية وتهيئ ظروف البلد لملاقاة إستخراج النفط والغاز”.

ووفق البيان, “إن إستمرار مسار التدهور في سعر صرف الليرة اللبنانية أمام العجز الواضح للمؤسسات والأجهزة المعنية بهذا الأمر يثير الريبة والأسئلة المشروعة حول النوايا الواضحة التي يسعى المضاربون ومَنْ خلفهم من قوى إقتصادية وسياسية من أجل تركيع الشعب اللبناني لفرض خيارات تُشكل صواعق تفجير إجتماعي وسياسي ومن هنا تدعو الحركة، واللبنانيون على مشارف شهر رمضان، كما هم في رحاب الصوم الكبير إلى ضرورة إستنفار الأجهزة الرقابية ومصلحة حماية المستهلك وكل مصالح وزارة الإقتصاد للعمل من أجل منع تفلت اسعار المواد الغذائية.”

وختم البيان بالقول: “في ظل الأزمة السياسية القضائية المستعصية داخل الكيان الصهيوني، والتي رفعت من مستوى القلق الوجودي لدى العدو على مصير الكيان برمته، وخشيته من دخوله في حرب أهلية، تُقدم العصابات الحاكمة فيه وعلى رأسها نتنياهو بنقل مأزقها إلى خارج بيئتها عبر عمليات القتل والإغتيال لأبناء الشعب الفلسطيني ومناضليه، وإستمرار عمليات هدم البيوت وتجريف الأراضي بالترافق مع الإستهداف المستمر للمرافق المدنية في سوريا في إعتداءٍ موصوف على سيادتها في ظل صمت دولي وإقليمي مريب، وإذ تدين الحركة هذا الإستهداف لسوريا وأبناء الشعب الفلسطيني، تدعو إلى مزيد من توحيد القوى المقاومة على أرض فلسطين ورص الصفوف في مواجهة العدو الذي لا تردعه إلا المقاومة”.