كتبت الأكاديمية إليانا سليم
١٥ شباط ٢٠٢٣
١٢ ألف إستاذ رسمي مصرح عنهم يعلمون في المدارس الخاصة …..ما تخلونا ننشر الأسماء.
“كاد المعلم أن يكون رسولا”….الرسول بكون زاهد ،لا بيركب سيارة ولا طيارة ولا بحط ولادو بمدرسة خاصة .
نعم رسولاً بقدسية مهمته التعليمية ،لأنه هو من يعمل على تربية الأجيال ويؤثر على عقولها ويزرع في نفوسهم المبادئ .
رسولا” بالمسؤولية أيضا”،فأي خطأ يرتكبه المعلم يدمر جيل بأكمله ولم نسمع عن رسول حجب رسالته على مدى العصور وجلس في منزله وأقفل دور العبادة وترك رسالته .
نعم هذا ما قصده الشاعر وترك للأمم والأنظمة رسالة مفاداها:
إنتبهوا أحسنوا إختيار معلمينكم ،فقط من يكاد أن يكون رسول يحق له التعليم….”وإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا”.
سأحدثكم بالأرقام عن البعض من رُسل لبنان:
يستفيد موظفي القطاع العام كمنح تربوية عن أبنائهم والبالغ عددهم ١٣٥ الف طالب من تعاونية موظفي الدولة ومنهم معلمي لبنان الرسمي (اساسي ، ثانوي ، مهني) والبالغ عددهم ٤٧ الف طالب من كافة المراحل،وبات لدينا جداول بالأسماء قد ننشرها لاحقا”.
يصعب علينا تفسير إيمان معلمي لبنان الرسمي بمؤسساتهم الرسمية من خلال الارقام ، إن عدد أبناء المعلمين المسجلين في الرسمي : تقريبا” صفر طالب أساسي ، ١٥٠ طالب ثانوي، من أصل عشرات الآلاف.
بعيدا عن لغة الأرقام ، معلمو لبنان هم جزء أساسي من القطاع العام ويُفترض أنهم يؤمنون بمبدأ المساواة في الحقوق وهذا لا نجده بتوزيع الرواتب والحوافز ، فموظفي القطاع العام لا يقبضون سوى ٣ رواتب وبدون اي حوافز او بدل إنتاجية مع دوام ١٢ شهر، حتى أفراد الجيش اللبناني يتلقون كل ٤٥ يوم ١٠٠$ بكافة الدوامات (نهاري ، ليلي على مدار السنة).
أما رُسل لبنان باتوا “وجه الصحارة” قياساً بواقع الحال باقي الموظفين، فقد خُصص لهم :٣ رواتب ، بدلات نقل ، فريش دولار ، ٥ ليتر بنزين ، عطلة ٣ أشهر ، فقد تتراوح رواتب البعض بين ١٨ الى ٢٢ مليون ، رغم كل ذلك يرفضون ويقبضون رواتبهم في منازلهم وطبعا” أتحدث عن الملاك لا المتعاقد.
ناهيك عن سفر المئات الى خارج لبنان وإستمرار البعض بقبض رواتبهم وهم خارج الاراضي اللبنانية منذ سنوات.
إضافة الى ذلك ، وجود اكثر من ١٢ الف معلم رسمي (المُصرح عنهم) متعاقدين في الخاص برواتب حسنة أضف إلى ذلك فتح أبواب التعليم الخصوصي.
مع العلم أن قانون سلسلة الرتب والرواتب الأخير منعهم من التعاقد ، فلجأ البعض الى الطلب من إدارات المدارس للخاصة بعدم إدراجهم على اللوائح المُخصصة للعاملين في الرسمي ، وقد تواطأت الكثير من إدارات المدارس الخاصة في ذلك.
نحن لا ندعي أن ما يقبضه معلمي لبنان الرسمي يكفي ويليق بالمعلم ولا بغير المعلم من القطاع العام المدني او العسكري، إنما من كان لديه النية والإيمان بالرسالة كان إشترط للعودة على الأقل بيومين (كما يفعل باقي موظفي العام) حفاظاً على مستقبل الطلاب الذي دمرته السنوات المنصرمة من الإقفال والضياع بسبب جائحة كورونا والتدهور الإقتصادي.
هنا نتساءل ، ما هي رسالة “رُسل” لبنان تجاه طلابها بالإضراب المستمر مع علمهم المُسبق أن الضرب في الميت حرام وأن دولتهم منهارة؟
ألم يكن من الأجدى منهم إنقاذ الأجيال من هوة الجهل ، فهم البقية الباقية والأمل الأخير للغد القادم؟
في مثل الزلزال ، ألم يحاول الناجون حمل أولادهم الصغار خارج الأبنية تاركين وراءهم كل غالي ، فقط لأن الصغير هو الغد وبه تستمر المسيرة؟
نعلم أن هناك تقصيرا فادحاً بحقوق المعلمين والأساتذة ولكن “تخنتوها” بإقفالكم أبواب العلم ونشر آفة الجهل من أوسع أبوابها.
عودوا الى قدسيتكم فقد فقدتموها بتصاريح و “شطحات” البعض منكم فالقداسة لا تُقرش بالمال والرسالة لا تحتمل التأجيل.
ختاماً ، كل التقدير لكل معلم نزيه وصاحب رسالة مقدسة أما الذين تعدوا على هذه المهنة والبعض منهم نشاهد مدى إنحطاط أخلاقه بالتعليقات على مواقع التواصل حتى أن البعض منهم بات لا يتمتع بأي ذرة لباقة ويستحيل أن يكون معلم ولا يشرف أي طالب أن يتعلم على أيدي هؤلاء “الحفنة من الشتامين ”
بات في القطاع التعليمي “مدرسون” و “مدمرون” ومن الآن وصاعدا”،لن نطلق عليهم ألا هذا الاسم ولن نخاطبه إلا باللقب الذي يستحقونه “مدمرون “.