أشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان إلى “أننا وصلنا إلى مرحلة أن طهران تتوسلنا لتعطينا حاجتنا من الفيول مجانا لإنقاذ ما تبقى من البلد والناس من العتمة والانكماش الاقتصادي، إلا أن البعض غارق بلعبة “كش ملك” وسط صراع خطير في لبنان وعليه، فيما البعض الآخر يتعامل مع البلد بنزعة مافيوية في كل شيء”.
وتوجه في خطبة الجمعة من مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة للشعب اللبناني، بالقول:”هناك مشاريع انتحارية، وهناك خيانات وطنية، والبعض الآخر لا يهمهم من لبنان إلا أجندات استنزافية وخنق للبلد، على خلفية مشاريع تصب لصالح الحصار الدولي الإقليمي، بقيادة واشنطن، ولا شك أن التداعيات تدمر البنية التحتية للبلد، والفوارق الاجتماعية التي أصبحت صاخبة تساهم بخلق مناخات فوضى، من جريمة وإبادة وفظاعات وفلتان، فالحذر الحذر مما صائرون إليه”.
وأكد المفتي قبلان أنّه، “من غير المقبول أن تأخذوا قرارات مجنونة تمس الحياة المعيشية، وتساهم أكثر في قتل الناس، وتحد من قدراتهم على الاستمرارية. وأعود وأكرر أن نرفع الدولار الجمركي بالطريقة الحالية ومن دون خارطة طريق إنقاذية اقتصادية نقدية انعاشية للبلد هو أمر خطير، وإذا ترك الدولار الجمركي يأخذ حريته “طير” البلد، فالتفتوا جيدا لخطورة هذه الخطوة، والسياسة التي تعتاش على إبادة الناس مرفوضة، ولن نقبلها”.
ورأى أنّه، “لا شك أن الوسيط الأميركي بخصوص النزاع البحري جزء من لعبة الصدم، ولذلك نحن مع الخيارات الكبيرة والشجاعة، لأننا نملك من القوة والأسباب التي تدفعنا لرفع السقف بما يكفي لإنقاذ لبنان”، مؤكدًا “أن إنقاذ لبنان يمرّ بالنفط والغاز البحري ويمرّ أيضًا بالخيار الشرقي”.
وأسف المفتي قبلان إلى أنّ “النظام الصحي أصبح في خبر كان، والنظام المصرفي مسخ، وما جرى في بعض المصارف هو نتيجة للفساد المصرفي والمالي، فضلا عن جريمة ابتلاع ودائع الناس، والناس في هذا المجال ضحية، وممنوع أن نضع الفقراء في مواجهة بعضهم، ولا بد من إعادة هيكلة النظام المصرفي في لبنان، وقضاء “غب الطلب” هو شريك، والمطلوب أيضًا مراقبة رشاوى الدولار الكبيرة لأنها نخرت الدولة، بل نخرت كل أجهزتنا”.
وأشار المفتي قبلان إلى أن “البلد مشلول سياسيا، والغموض أدخلنا في مرحلة قلق، ولأننا في لبنان، فالمطلوب تسوية كبيرة، والفراغ هدم لهيكل الدولة”، محذرا “من الفراغ في مركز رئاسة الجمهورية لأنني أعتقد أن الفراغ هذه المرة مختلف تماما عن كل المرات”.