فضل الله لـ “القوى السياسية”: لا حلّ لأزمات لبنان في هذه الحال!

قال العلامة السيد علي فضل الله: “إلى لبنان، هذا البلد الذي تستمر فيه معاناة أبنائه بفعل تداعيات الواقع الاقتصادي والاجتماعي والانقسام السياسي الحاد والفساد المستشري في مفاصل الدولة، والذي يتزامن مع استهداف العدو الصهيوني له حيث خروقاته العدوانية مستمرة يوميًا في البر والبحر والجو أو التهديد لثروته الوطنية وذلك في ظل مخاوف من عودة شبح الفتن والفوضى”.
وفي كلمة ألقاها في قاعة الزهراء في مجمع الإمامين الحسنين في حارة حريك، لمناسبة العاشر من محرم، لفت إلى أنّه “علينا في هذا اليوم، يوم عاشوراء أن نرفع الصوت عاليًا متمسكين بكل وسائل القوة والمقاومة لحماية كل ذرة من حقوقنا في مواجهة العدو”.

ودعا فضل الله “القوى السياسية التي كانت سببًا في إيصال اللّبنانيين إلى حافة الجوع، أن تُسرّع الخطى في مراجعة سياساتها التي أوصلت البلد إلى ما وصل إليه والكف عن صراعاتها وتبادل الإتهامات فيما بينها التي تزيد من معاناة الشعب وتحول دون تشكيل الحكومة التي تُخفف من أزمات اللّبنانيين وتلتزم الإستحقاقات الضرورية للنهوض بهذا الوطن”.
وأضاف، “إننا نقول لكل القوى السياسية أنّ لا حل لأزمات هذا البلد إن بقي هذا الوطن ساحة للصراع بين الطوائف والمذاهب تحت عناوين حقوق هذه الطائفة أو تلك، أو بين المحاور الإقليمية والدولية ونقول لمن يراهن على الخارج لحل مشكلاتنا، عليه أن يعلم أن للخارج حساباته ومصالحه، وهي ليست دائماً تتلاقى مع حساباتنا ومصالحنا”.
وختم، “الحل لا يكون إلا ببناء دولة الإنسان دولة جامعة يشعر فيها الإنسان بإنسانيته بعيدًا من طائفته ومذهبه دولة تحمل رسالة روحية إلى العالم تؤكد قدرة الأديان على التكامل في ما بينها على قاعدة القيم الأخلاقية والإنسانية المشتركة”.