وزّعت السفارة البريطانية رسالة وداعية للسفير ايان كولارد لمناسبة إنتهاء مهامه في لبنان، قبيل عودته إلى المملكة المتحدة، بعنوان “السعي إلى مستقبل يستحقه لبنان”.
وجاء فيها: “بعد عام حافل بالأحداث شغرت خلاله منصب سفير للمملكة المتحدة في لبنان، أترك هذا الأسبوع بلدكم الجميل والفريد لأعود إلى وطني. أنا حزين لرحيلي إذ إستمتعت كثيرًا بتجاربي اللبنانية. إستكشاف المناظر الطبيعية الخلابة، والتعمق في تاريخكم الأثري، وتذوق طعامكم اللذيذ، وقبل كل شيء مقابلة الكثير منكم في رحلاتي، من الشمال إلى الجنوب، إلى الجبال والبقاع. أشكركم على الترحيب بي بأذرع مفتوحة ومشاركتكم معي ثقافتكم ومشورتكم وحكمتكم”.
وتابع، “قد يكون لبنان صغيراً، لكنه مكتمل التكوين من نواحٍ عدة. يتمتع لبنان بالعديد من المقومات الضرورية للنجاح، ولا سيما الأساس الراسخ في تاريخه الغني والعميق، تستكمله حيوية حديثة وريادة أعمال وقدرة بشرية لا يمكن التغاضي عنها”.
وأضاف، “مع ذلك، فإن جوهرة شرق البحر الأبيض المتوسط لا ترقى إلى مستوى إمكاناتها. يعاني الكثيرون منكم في ظل استمرار فشل أصحاب النفوذ في لبنان في خدمة مصالحكم – مصالح الشعب اللبناني”.
وأشار كولارد إلى أنّه، “إذا كانت المكونات موجودة، فإن الوصفة لمستقبل أكثر إشراقًا تكون أيضًا واضحة وفي متناول اليد. من الواضح أن الاقتصاد اللبناني المنهار بحاجة ماسة الى الدعم من خلال صفقة مع صندوق النقد الدولي. في لقاءاتي مع السياسيين والمصرفيين، يبدو أن معظمهم لا يريد تقبل أنّ على لبنان القيام بكل ما هو مطلوب من أجل الحصول على حزمة إنقاذ دولية. لم يعد هناك استثناء للبنان بعد الآن”.
واعتبر أنّه، “على لبنان اعتماد القوانين اللازمة، وفتح الدفاتر بدون شروط مسبقة، وإعادة ضبط القطاع المصرفي. البديل هو اضطرار المزيد والمزيد منكم إلى اتخاذ المزيد من التدابير اليائسة من أجل البقاء”.
ولفت إلى أنّ، “الإصلاح، اليوم، هو المفتاح لحل مشاكل لبنان الاقتصادية، الآن ليس وقت السياسة. لم يكن اتخاذ قادتكم للقرارات الضروريّة أكثر أهمية من أي وقت مضى، مهما كان ذلك صعبًا. هم مدينون لكم بتقديم حوكمة وشفافية ومساءلة أفضل. يجب عليهم إظهار التعاطف والالتزام بتحسين حياة مواطنيهم في البلاد. يجب أن تتفوّق المصلحة العامة على المصلحة الشخصية”.
وقال كولارد في رسالته: “تظل أولويات المملكة المتحدة واضحة. الحكومة البريطانية ملتزمة بدعم استقرار لبنان وأمنه. لقد عمّقنا ووسّعنا شراكاتنا مع الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. ساعد دعمنا لقطاع التعليم في بناء مستقبل أفضل لشباب لبنان، أولئك الذين سيكونون جيل المستقبل من القادة اللبنانيين. سنستمر في دعم الفئات الأكثر ضعفًا، والدفاع عن حقوقهم، والدفاع عن أولئك المعرضين لخطر التحيز والاضطهاد.
وختم، “لبنان مهم وفي عام 2019، قالت جلالة الملكة إليزابيث الثانية أنّ لبنان كان “رمزًا للتنوع والتسامح والصمود”. وأعربت عن أملها في استمرار أواصر الصداقة القوية بين بلدينا لسنوات عديدة. واليوم عند مغادرتي لبنان بصفتي سفير جلالة الملكة، أشاطرها طموحها. أنا فخور بأننا، المملكة المتحدة، نواصل أداء دورنا كصديق ثابت لكم – صديق للشعب اللبناني”.