عقد في اتحاد بلديات بعلبك لقاء مع وزير العمل في حكومة تصريف الاعمال الدكتور مصطفى بيرم وفريق عمل الوزارة، حول كيفية استخدام منصة التوظيف التي أطلقتها الوزارة، في حضور مدير العمل البلدي في البقاع الشيخ مهدي مصطفى، مسؤول النقابات والعمال في البقاع شفيق شحادة، أعضاء مكتب التشغيل، ورؤساء بلديات واتحادات البلديات.
شحادة
ورحب شحادة بالوزير بيرم، شاكرا زيارته، وثمن “الجهد والعناء الذي يتكبده في سبيل تطوير عمل الوزارة وتفعيل حضورها وخدماتها في كافة الميادين التي تلامس مصالح العاملين وتخدم مصالح الناس، وهذا ما لم نشهده ونلاحظه في العهود السابقة، فمن تفعيل عمل لجنة مؤشر غلاء المعيشة المتوقفة منذ العام 2012، إلى تمكين المواطن من انجاز معاملته في وزارة العمل والدفع الكترونياً، إلى قيام الوزارة بالتعاون مع المؤسسة الوطنية للاستخدام والإحصاء المركزي بمسح لحاجات سوق العمل اللبناني ودراسة الحاجات التدريبية، مروراً بتنظيم المهن المحصورة ومنع الأجانب من مزاولتها، وفرض عقد عمل موحد للعاملات الأجنبيات في الخدمة المنزلية، وصولاً إلى منصة التوظيف محور اهتمامنا ولقاء اليوم، وغيرها من الإنجازات التي لا يتيح لنا الوقت لذكرها وتعدادها، كلها إنجازات كبيرة تُرفع لها القبعة في ظل أسوأ الأوضاع والظروف التي يمر بها لبنان، خصوصا على المستويين الإجتماعي والإقتصادي. فكل الشكر لمعالي الوزير بيرم ولفريق عمله، على كل عمل تقدمونه أو تسعون لتطويره”.
بيرم
بدوره، قال بيرم: “لدينا تاريخ وحاضر استحققناه بتمايز التضحية، نعم هناك نقاط سلبية موجودة هنا في المجتمع، ولكن بملاحظة مستوى التضحية وتقصير الدولة المزمن وترك المجتمع يقود نفسه، وفي غياب الدولة لا تستقيم الأمور دون ناظم، فلا بديل من الدولة، ولذلك ثقافة القانون تساعدنا كثيرا لأنها تعطينا معيارا يوضح الحق والواجب وينطبق على الجميع، ومن المهم جدا ان تكون هذه الثقافة مكرسة وحاكمة. الدولة أهملت ولكن لا بديل منها للاهتمام بمواطنيها”.
وتابع: “الأساس ثقافة القانون، ومصلحتنا ان يكون لدينا دولة، وأي فريق او حزب مهما كان قويا ومهما كانت لديه قدرات لا يمكن ان يحل مكان الدولة، وهذا كلام قادتنا، فهناك امور لا تحلها إلا الدولة، لذلك نحن نحتاج إلى نشر ثقافة الدولة”.
ورأى أن “البلدية بطريقة ما تجمع بين تمثيل المجتمع الأهلي والدولة، لأنها سلطة محلية، وانتم كبلديات قادرون على الإبداع، مجرد استمراركم إنجاز في ظل صعوبة الظروف وقلة الواردات، وشح الموارد، وحجب بل اخذ مستحقات البلديات من عائدات الصندوق البلدي المستقل إلى أماكن اخرى”.
وأشار إلى أن “البشرية وصلت اليوم إلى مستوى ظنت ان التكنولوجيا حلت كل الأمور والمشاكل التي قد تواجهها، ولكن حربا واحدة تحصل الآن في أوكرانيا قالت لكل البشرية أن سنبلة القمح من أهم الأشياء في الحياة. الأرض التي عاديتموها تذكركم بأهميتها، فمنطقة بعلبك الهرمل والبقاع هي منطقة إستراتيجية، وانتم يا أهل البقاع كنتم إهراءات روما، تطعمون إمبراطورية مترامية الأطراف قبل أكثر من ألفي سنة، والتي كانت تمتد من أوروبا إلى جزء من أفريقيا وغرب آسيا، ونحن اليوم في القرن ال 21 نعاني من أزمة نقص حبوب وغذاء، وهذا يتطلب تغييرا في مقاربة الأمور واي تغيير لا يتم إلا باعتماد رؤية جديدة”.
واعتبر أن “اهل منطقة بعلبك الهرمل حفظوا كينونة وبقاء الوطن، سواء بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي أو بمواجهة الإرهاب التكفيري على مرتفعات وجرود سلسلة جبال لبنان الشرقية، فلبنان الصغير تحول إلى فعل كبير بالإرادة والتضحية والصمود والمواجهة، وهناك قوى وقفت إلى جانب اهلنا وخصوصا العمل البلدي لحزب الله، الذي وضع كل الإمكانات في خدمة الناس والمجتمع بلا تمييز، وعندما وزع حزب الله المازوت أعطى مادة المازوت للذين يؤيدون خط المقاومة والذين لا يؤيدونه، هذه رسالة تقول أننا في لحظة الشدة ننظر إلى إخواننا في الوطن لا نقفل على انفسنا ولا نفرق بين كل الناس، واي تضحية تقدم لكل الناس، وعندما نحرر ونحرز النصر نهديه لجميع اللبنانيين، لأننا نريد لبنان للجميع، وممنوع ان يكون لبنان لفريق أو طرف واحد”.
وشدد على ان “الاقتصاد الريعي هو أحد الأسباب الأساسية للازمة الاقتصادية التي يعاني منها بلدنا، ولا استثمار في الزراعة او الصناعة والسياحة دون أمن اجتماعي”.
ونوه ب “المقاربة الجديدة لدى المسؤولين ومجلس الوزراء لملف النازحين السوريين، الذي بات يشكل عبئا على واقعنا الاقتصادي وعلى العمالة اللبنانية”.
وأشار إلى خطة الوزارة “التي حصرت 127 مهنة باللبنانيين، نشرنا على المنصة المهن التي حصرناها باللبنانيين، كل شركة او مؤسسة تريد تشغيل غير لبنانيين ألزمناها بأن تضع إعلانا، ولا يسمح لها بذلك إلا بعد مرور مدة أسبوعين على الإعلان، ولا نوافق على أي صاحب عمل غير لبناني إلا إذا كانت مؤسسته استثمارية، ولكن للاسف نعاني من عدم استعداد قسم كبير من شبابنا على العمل في العديد من المهن رغم الضائقة الاقتصادية وتفشي البطالة، وبالمقابل هناك شباب متحمس للعمل ولديه إرادة، لذا يجب نشر ثقافة العمل وتشجيع الشباب على العودة إلى ساحة العمل. كما حركنا لجنة المؤشر وانجزنا فيها مخرجات قدر الإمكان، ونحن نوازن بين مصالح العمال ومصالح أرباب العمل”.
وختم بيرم: “نشرنا على المنصة المهن التي حصرناها باللبنانيين، كل شركة او مؤسسة تريد تشغيل غير لبنانيين ألزمناها بأن تضع إعلانا، ولا يسمح لها بذلك إلا بعد مرور مدة أسبوعين على الإعلان”.