محمد دهشة – نداء الوطن
يبحث اللبنانيون عن كل البدائل الممكنة التي تنقذهم من نار الغلاء وتساعدهم على التوفير لتأمين لقمة العيش الكريم، يبتكرون دوماً طرقاً جديدة للتأقلم مع الأزمات المعيشية والخدماتية وما أكثرها في ظل الانهيار الاقتصادي، وتشكل فواتير الاشتراك بالمولدات الخاصة العبء الأكبر في حياتهم مع التقنين القاسي بالتيار الكهربائي لكنهم لا يستسلمون ولا يعدمون طريقة لتأمين الطاقة البديلة.
الصيداوي أحمد محمد الصفدي، واحد من هؤلاء الذين قرروا التخلص من أعباء اشتراك المولدات الخاصة ومن الكلفة الباهظة لصفيحة البنزين، فاشترى سيارة «ايراد» تسير على الكهرباء، ثم ركّب على سقفها لوحاً من الطاقة الشمسية، فاستغنى عن البنزين والكهرباء معاً، وحولها الى «مولّد متنقل» يستخدمه في عمله نهاراً وفي منزله ليلاً.
يقول الصفدي لـ»نداء الوطن»: «منذ سنوات اشتريت سيارتي وهي من نوع «ايراد» تعمل على الكهرباء بنحو 1000 دولار أميركي على سعر صرف 1500 ليرة لبنانية، للتخلص من أعباء البنزين وكنت أشحنها يومياً ولكن واجهت صعوبة بالغة مع التقنين القاسي بالتيار الكهربائي فقررت تركيب لوحٍ من الطاقة الشمسية على سقفها والاستغناء عن الكهرباء كلياً، كلفني نحو 120 دولاراً، إضافة الى بطارية 120 دولاراً ومواد أخرى بقيمة 150 دولاراً، وأصبحت أستفيد من الطاقة الكهربائية بقوة 8 أمبير نهاراً وفي الليل أستخدمها للإضاءة حتى ينتهي شحن البطارية، في كل الأحوال تبقى أوفر من رسوم الاشتراكات».
صباح كل يوم، يركن الصفدي سيارته الصغيرة الحجم، قرب محله المخصص للدراجات الهوائية في نزلة «صيدون» في صيدا، يبدأ عمله بثقة مع سطوع الشمس، يولد الطاقة البديلة، يستخدمها في أدوات عمله وخاصة الصاروخ والجلخ والمقدح والكاوي، ويقول: «الحمد لله لقد تخلصت من معاناة إجت الكهرباء… انقطع الاشتراك، وأبقى على ذات الحال حتى المساء، إنها نعمة كبيرة في ظل النقمات التي يعيشها الناس».
في المدينة، لم ينتظر كثر نتائج مفاوضات الأخذ والرد والمهل، الجارية بين رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي وأصحاب المولدات الخاصة للوصول الى تسعيرة ترضي الطرفين وتقوم على الالتزام بتسعيرة وزارة الطاقة، ثمة إقبال لافت على تركيب الطاقة الشمسية، لم تعد ترى سقف مبنى سكني من دون ألواح موضوعة عليه.
حسن الزيباوي، وهو صاحب شركة مشهورة لبيع الأدوات الكهربائية ومتخصصة بتركيب الطاقة الشمسية، يقول لـ»نداء الوطن»: «هناك إقبال على التركيب لأنه مشروع ناجح ويمكن الاستغناء به عن الكهرباء، وقد أثبتت التجارب ذلك خاصة للذين يستخدمون اللوح الصحيح والنوعية والبطارية الجيدة والقدرة اللازمة، وفي ظل التقنين القاسي بالتيار، فإن أغلب الناس تتجه الى الطاقة البديلة، والبعض يبيع الذهب أو يأخذ القروض او يستدين لتركيبها، الدفع مرة واحدة والاستفادة دائمة وخاصة لتشغيل الإنارة والتلفاز والبراد لحماية الطعام من الفساد، وقلة من يطلبون تشغيل المكيّفات لانها تصبح مكلفة».
بدوره، يوضح مختار حي «رجال الأربعين» نزيه حيدر لـ»نداء الوطن»: «تحولت الى الطاقة البديلة حديثاً للتخلص من فواتير اشتراك المولدات الخاصة، وتأمين الانارة الدائمة للمكتب والمنزل معاً، التجربة جيدة ومشجعة وتحتاج إلى تنظيم عملية الاستهلاك وفق قدرتها، ونستخدمها للإنارة وتشغيل التلفاز والبراد والمروحة ليلا، من دون السخن أو المكيفات، والأهم انها اكثر أماناً من الشمعة التي تسبب في بعض الاحيان حرائق لا تحمد عقباها».
اما علي الظريف فيؤكد لـ»نداء الوطن» أنه يفكر جدياً بتركيب الطاقة البديلة، فـ»الكل شجعني على ذلك، وكما يقول المثل ندفع مرة أفضل من كل المرات، والأهم اننا نستخدمها ليلاً للانارة لأن المولدات تتّجه نحو المزيد من التقنين وارتفاع الرسوم، إنه حل موقّت ريثما تستعيد الدولة عافيتها وتصدق في تأمين الكهرباء ولو عشر ساعات مثلما كان الحال سابقاً».