أصحاب ‎المولّدات في هذه المنطقة يُصعّدون: ‎الكهرباء 8 ساعات فقط!

كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:

«انكسرت الجرة» بين لقاء فاعليات مدينة صيدا الذي انعقد في البلدية وبين أصحاب المولدات الخاصة، وباءت المفاوضات بينهما بالفشل، بعدما طلب منهم عدم الجباية أو قطع الاشتراك عن أي مواطن، حتى يتم التوصل إلى اتفاق معهم على خلفية دعوتهم إلى الالتزام بتسعيرة وزارة الطاقة من دون أي زيادة، فاشترط أصحاب المولدات تأمين صفيحة المازوت على سعر صيرفة، الأمر الذي يتطلب جهداً ووقتاً.

أصحاب المولدات أقدموا على خطوة تصعيدية بالتغذية لمدة 8 ساعات يومياً فقط، فردّ اللقاء بتعليق الاجتماعات معهم لرفضهم كل التسهيلات المقدمة من أجل التوصل لحلول منصفة، داعياً الى وجوب تطبيق المقرّرات الرسمية الشهرية الصادرة عن الطاقة والمتعلقة بالمولدات الكهربائية والمواطنين واللجوء الى القضاء في حالة وجود أية مخالفة، من أجل إجراء المقتضى القانوني بحق المخالفين.

وكان أصحاب المولدات قد سلموا رئيس البلدية محمد السعودي ردّاً على الطلب باستيفاء قيمة الاشتراك على تسعيرة وزارة الطاقة، وأبدوا رغبتهم بالموافقة، غير أنهم طالبوا بتأمين المازوت للمولدات على سعر المحطات وتسعيرة الوزارة بالليرة اللبنانية او على سعر صيرفة، موضحين أنه «يوجد لدى بلدية صيدا كشوفات بجميع المولدات وأصحابها بالإضافة الى كشوفات باستهلاك المازوت يومياً»، و»تخفيفاً على المواطن ستنظم ساعات التغذية 8 ساعات يومياً ابتداءً من اليوم ونأمل المساعدة في جباية وتحصيل الشهر المنصرم (أيار) واخذه على عاتقكم لكي نحفظ حقنا من استهلاك الكهرباء، وتأمين لقاء شهري بوزارة الطاقة وإعلامكم بالاجتماع شهرياً.

رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف الذي مثل رئيسة مؤسسة الحريري في لقاء الفاعليات وأدى دوراً بارزاً خلال الأزمة الأخيرة في تأمين المازوت الرسمي لأصحاب المولدات، أكد ضرورة التكافل والتضامن والحرص على التعاون لإقرار تسعيرة محقة وعادلة للناس تأخذ في الاعتبار قدرتهم على الدفع في ظل هذه الظروف الصعبة، كما وتحفظ لصاحب المولد حقه في الاستمرار بتأمين هذه الخدمة المهمة. وأزمة تسعيرة المولدات ليست الوحيدة التي تؤرق صيدا وأبناءها، إذ تقدمت الى واجهة الاهتمام بالإضافة الى تقنين التيار الكهربائي وشح المياه بين الحين والآخر، مشكلتان، الاولى تراكم أطنان من النفايات في أحياء وشوارع المدينة، نتيجة بطء العمل في معمل الفرز والمعالجة في سينيق، حيث عمد البعض الى إحراقها مسبباً أضراراً بيئية وصحية جسيمة، والثانية عودة مجاري الصرف الصحي للتدفق الى البحر بعدما توقفت محطة التكرير عن العمل بسبب انقطاع الكهرباء وعدم تأمين المازوت لتشغيل المولدات التي تؤول مسؤوليتها الى مصلحة مياه لبنان الجنوبي وليس الى بلدية صيدا، ما يهدد بإعادة تلوث البحر مجدداً بعد سنوات من الحفاظ على نظافته. ووسط الأزمات، شقت مبادرة فردية الطريق نحو الأمل تحت شعار «كن جزءاً من الحل»، حيث قام الناشط البيئي ربيع العوجي بتنظيف وإعادة تأهيل وترميم وصيانة خزان مياه حديقة «الزويتيني» في محلة رجال الأربعين في صيدا من خلال ورشة فنية أنجزت هذه المهمة. ثم جرى تعقيم الخزان وبوشر بضخ المياه اليه ومنه إلى شبكة المياه الموصولة بعدد كبير من بيوت أهالي صيدا القديمة بواسطة الجاذبية، وفق ما قال العوجي، موضحاً «ان هذه المبادرة تأتي من ضمن سلسلة مبادرات فردية سنطلقها تباعاً بهدف خدمة أهالي المدينة بعد تقصير الوزارات والإدارات المختصة في إيجاد الحلول لمشاكل المواطن اليومية».