المفتي قبلان: المزيد من التفكير الطائفي انتخابيا يعني خسارة أهم فرصة انتخابية

اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين (ع) في برج البراجنة، أن “البلد في أعلى رتب التأزم، ومن الواضح جدا أن هناك إنسداد أفق، ماليا ونقديا وسياسيا،

وتوجه المفتي قبلان الى الطبقة السياسية بالقول: “ماذا بقي للشعب من سلطة، وماذا بقي من أموال المودعين؟ وموارد الناس؟ وثروات البلد؟ غير السطو على المال العام والأملاك العامة وتجيير السلطة للذمم الشخصية بمختلف عناوينها، وهل دور السلطة فقط ضرائب ورسوم وإهمال وملاحقات فيما الناس تلفظ أنفاسها أمام مافيات تجارية احتكارية في كل شيء، تتشارك السلطة أو تلعب لصالحها، وعلى عينك يا تاجر”.

 

وراى المفتي قبلان “إن السلطة السياسية في هذا البلد رفضت وترفض أي عرض إنقاذي، إلا بموافقة واشنطن، فيما واشنطن تقود سياسات مالية اقتصادية نقدية هدفها خنق لبنان ونزع أوراق قوته، تمهيدا للاستسلام السياسي والوطني. وفي هذا السياق، فإن السلطة تتجاهل كارتيلات الأسواق التي تبتلع البلد، بشكل مجنون، فقط لتطمين واشنطن على لعبة الأمانة السياسية في هذا البلد المنهوب”.

 

ولفت قبلان إلى أن “المشكلة الكبرى، أن الطبقة السياسية قسمت لبنان طائفيا على رغيف الخبز وجرة الغاز، وعلبة الدواء، وتنكة البنزين، والحاجات المعيشية الأساسية، بل تركت أيدي وحوش الأسواق مطلقة لتنهش كل شيء، بسياق سياسات محلية شديدة الصلة بالسياسات الأمريكية ومشاريع الحصار المنقوعة بسم تمزيق طوائف لبنان، وتأمين مشاريع استنزاف داخلية فضلا عن مشاريع المتاريس الانتخابية، فيما المطلوب أمريكيا تقسيم البلد شوارع وطوائف وبيئات وتأمين حمايات سياسية للمصارف ورجال الأعمال والمال والتجار المحسوبين أمريكيا بخلفيات سياسية ومالية واقتصادية وأدوار سوداء، وما دام الشعب اللبناني ممزقا طائفيا، ويرى بعين السياسات الطائفية، فإن مزيدا من مشاريع الإفقار بطريقها لسحق بقايا هذا الشعب الغارق في سرطان الطائفية البغيضة”.

 

وراى المفتي قبلان أن “الحل هو بالاقتراع وطنيا، للقوى النظيفة سياسيا ووطنيا، وهنا أقول: إن مزيدا من التفكير الطائفي انتخابيا يعني خسارة أهم فرصة انتخابية على الإطلاق”، ناصحا البعض ب”عدم اللعب على الحس الطائفي، لأن لبنان ليس مونديال ألعاب، ولن يكون فريسة لواشنطن، أو حلفائها، فزمن استضعافه قد انتهى، وما يصيب لبنان اليوم سيدفع لإعادة تكوين لبنان القوي، وزمن سرقة سيادة وقرار البلد أيضا انتهى مع هزيمة “تل أبيب” وإخراجها ذليلة من لبنان”.