ميقاتي: للتضامن بكل قوانا وتجنب تداعيات العواصف

ذكر رئيس الحكومة ​نجيب ميقاتي​، خلال الإحتفال الذي دعت اليه وزارة التربية والتعليم العالي في “ثانوية المفتي الشهيد حسن خالد” (مدرسة حوض الولاية)، لمناسبة إنجاز منظمة الأونيسكو أعمال ترميم 150 مدرسة في بيروت تضررت خلال إنفجار مرفأ بيروت، “أننا نحتفل بإنجاز ترميم 150 مدرسة في بيروت ومن بينها المدرسة التي نحن في رحابها، بعدما طالها الدمار إثر إنفجار مرفأ بيروت، فشكرا للأونيسكو والدول الداعمة”.

 

وأوضح أنّ “بعد إنفجار بيروت، كان الهاجس الحقيقي في كيفية إعادة بناء هذا الكم من المدارس التي تضررت جزئيا أو كليا، فكانت لفتة الأونيسكو بإطلاق مشروع “لبيروت”، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي، لمسح الأضرار وإعادة ترميم المدارس المتضررة، خصوصا التي لها رمزية تاريخية وتتحلى بإرث ثقافي عريق”.

 

واعتبر ميقاتي، أنّ “مدرسة حوض الولاية التي تعتبر من أولى المدارس المجانية في لبنان والمنطقة، شهدت منذ تأسيسها عام 1888 كمدرسة عسكرية الى حين تحويلها الى مدرسة رسمية مجانية، الكثير من الحروب في لبنان والعالم وبقيت صامدة لتكتب بأحرف من نور فصولا من تاريخ التربية في لبنان”.

 

ورأى أنّه “إذا كان من أمل بنهوض لبنان مجددًا بعد كل كبوة ومحنة، فهو بفضل إيمان اللبنانيين بالعلم وبرسالة لبنان التربوية، وفي هذا الإطار، أعلم ما يجول في بالكم من معالم يأس من الواقع الذي نمر به، وهذا الكم من الأزمات التي لا توفر قطاعًا في لبنان، لكن الأكيد أن ما نشهده ليس جديدًا علينا، ولو أنه بالتأكيد الأقسى والأصعب”.

 

وكشف ميقاتي، أنّه “ليس هذا الوقت المناسب للمناكفات والشحن السياسي والطائفي والمذهبي، أو البناء على رهانات يعلم أصحابها أنها لن تحمل لوطننا الا المزيد من المتاعب، المطلوب منّا أكثر من أيّ وقت مضى، التضامن بكل قوانا لتجنب تداعيات العواصف من حولنا بالقدر الممكن وننقذ وطننا مما يصيبه، وليس أفضل من الحوار والتلاقي والتعاون وسيلة لتحقيق هذا الهدف، فالحوار والتعاون هما أساس الإنقاذ”.

 

وسأل: “ألم نتمكن نحن اللبنانيين من معرفة بعضنا البعض بالحوار؟ معظمنا تربى وتعلم في مدارس مختلطة، وليس ضروريا أن يشاطرني الرأي من هو الى جانبي، لكن على الأقل يمكننا التكلم والتفاهم معا للتوصل الى ما يخدم خير هذا البلد”.

 

بدورها، أشارت المديرة العامة للأونيسكو ستيفانيا جانيني، إلى أنه “يشرفني أنّ “إعادة إفتتاح المدارس بعد ترميمها ما هو إلا البداية، فالتعليم عانى من تجربة قاسية خلال العامين الماضيين جراء تفشي جائحة كورونا، كما من أزمات موازية تسببت بخسائر كبيرة في قطاعي التعليم والصحة وطالت التلامذة كما الأساتذة. نحتاج بشكل طارىء الى عقد إجتماعي لقطاع التربية في لبنان يرتكز الى مبادىء أساسية ثلاثة هي: الإندماج والمرونة والتطور”.

 

من جهته، اعتبر وزير التربية ​عباس الحلبي​، أنه “إذا خسرنا كل المقدرات وأنقذنا التعليم، فإن مواردنا البشرية المتعلمة والمثقفة، تكون قادرة ومهيأة على إستعادة المقدرات وإنبعاث الحياة في وطننا الحبيب، لقد خضنا معكم وإلى جانبكم تحديات جمة لتأمين العطاءات والحوافز من أجل عودة الأساتذة إلى التدريس، ولا يزال أمامنا العديد من التحديات لكي ننجح في إنقاذ العام الجامعي والإستعداد للإمتحانات الرسمية والتحضير للعام الدراسي المقبل”.

 

وصرّح أنه “تولت منظمة اليونسكو مشكورة تنسيق المساعدات المخصصة لإعادة بناء المدارس والمؤسسات التربوية والمهنية والجامعية المتضررة من إنفجار مرفأ بيروت، وقد أعيدت الحياة إلى المدارس، وقد ذهلت عند تفقدي بعض المؤسسات التي أصبحت أفضل مما كانت عليه عند بنائها”، مشددًا على “أننا على مسافة أيام قليلة لإطلاق الإطار الوطني لتطوير مناهج التعليم العام ما قبل الجامعي، في المركز التربوي للبحوث والإنماء بتوافق وطني عام وبدعم فني من اليونسكو”.