لبنان يغرق فهل من سفية للنجاة ؟

‎يقترب لبنان بسرعة من الانهيار الاقتصادي والسياسي الشامل ، ويغرق اللبنانيون في الفقر والعوز واليأس يوما بعد يوم تحت وطأة الازمات المتتالية وخاصة الاقتصادية والمالية، التي تفاقمت في اعقاب انفجار بيروت ٤ اب ٢٠٢٠ ونتيجة جائحة كورونا بسرعة لا مثيل لها فقدت العملة الوطنية اكثر من ٩٥ ٪؜ من قيمتها مقابل الدولار،وتسارع ارتفاع معدلات البطالة وأصبحت الاكثرية الساحقة تحت خط الفقر بعد أن توقفت المصارف اللبنانية عن دفع ما لديها من ودائع والاكتفاء بتسديد القليل منها بالعملة اللبنانية المتدهورة.

اليوم نستطيع أن نقدر حجم المعاناة والتحدي الكبير الذي يواجهه اللبنانيون تجاه الضرورة الماسة للتخلص من هذه الطبقة السياسية التي يعبث فيها الفساد ، هذه السلطة التي لا يمنعها ضمير او اخلاق او اي حس وطني باستمراريتها في نهب المال العام وافراغ ما تبقى في خزائن الدولة .هذا الفساد لم تسلم منه حتى المساعدات الخارجية التى حصل عليها لبنان بعد الحرب الاهلية التي تقدر ب ١٧٠ مليار دولار خلال فترة ١٩٩٣-٢٠١٢، واكثر من ٢٥٠ مليار حتى سنة٢٠١٩.

‎ بعد الحرب التي اندلعت بين روسيا واكرانيا تأهبت كل الدول لمعاقبة الرئيس الروسي والسلطة التنفيذية والتشريعية والمقربين منه وجمدت اصولهم بسرعة لا مثيل لها وهذا يدل على قدرة الدول الاوروبية واميركا وغيرها بمعرفتهم ما يملك كل زعماء العالم وما يوجد من مدخرات في بنوكهم ، نحن نطالب برسائل موثقة الى كل المجتمع الدولي ان يجمدوا حسابات كل هذه الطبقة الحاكمة في لبنان للتحقق من مصادرها على أساس المكاسب الغير المشروعة لانه واضحًا بعد العقوبات على روسيا اصبح اكثر من السهل تحديد أصحابها وأحجامها.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما هذا الاستهتار بمصير شعب باكمله هل هي لحماية هذه السلطة الفاسدة والشعب اللبناني يظل ضحية السياسات الكبرى ؟ الخدمة الوحيدة التي يمكن ان يقدمها المجتمع الدولي هي اعطاء تعليماتهم لتنفيذ الالية القانونية بتجميد الاصول لكل زعماء الحرب والطوائف وأقاربهم وما لفّ لفيفهم في لبنان والخارج منذ سنة ١٩٩٣ حتى اليوم لمعرفة ما اذا كانت مشروعة أم لا.
نكرر بأن لبنان بلد غني ولكنه منهوب ونحن لسنا بحاجة لأي قرض او استدانة ، الحل الوحيد هو التخلص من محتل هذه السلطة منذ اكثر من ٤٠ عاما حتى اليوم ، كفى الشعب اللبناني معاناة وكفى حماية المافيا السياسية والاقتصادية المسؤولة عن الفقر والجوع الذي يعاني منه اللبنانيين.
‎د.اليان سركيس ميدان برس