مشروعهم السياسي قتل وطنيّتنا !

منذ نعومة أظافرنا ونحن ننادي بالوطنية نرفع رؤوسنا عاليا وننشد معاً كل صباح كلّنا للوطن للعلى للعلم … لم يكن آنذاك الوطن إلا مجموعات من الطوائف تتقاتل وتذبح وتدمّر تحت شعار الوطنية، صراعات ترافقنا من المهد إلى اللحد دون الشعور بأننا نعيش في وطن آمن، فماذا أهدتنا الوطنية ؟
يقولون إن الوطن لجميع المواطنين ولكننا في وطن ما شعرنا فيه إلا بالغربة والجوع والفقر والمذلّة … يتقاتلون من أجل المناصب التي هي أصلا لا محلّ لها من الإعراب فوجود السياسيين أو عدمه لن يقلل شأنا على المواطنين لا بل على العكس لقد أمعنوا في إيذائنا، سلبونا أموالنا ،حطموا أحلام أبنائنا وحاربونا حتى بتنا نموت جوعا وقهرا وأصبح حلم اللبناني لا بتخطّى رغيف الخبز . بالأمس غرّد وزير الداخلية السابق مروان شربل على موقع تويتر كاتباً : لقد قرأت أن الحد الأدنى للأجور في “فلسطين المحتلة” 528 $ والحد الأدنى للبلد الذي يريد تحرير فلسطين 30$”.
وختم شربل، بالقول: “يا عيب الشوم”. المؤكد بأن هذا التصريح سيعتبره كثر بأنه خارج عن نطاق الوطنية ويمس بالوطن، ولكنّ الحقيقة بأن ما قاله الأخير ليس إلا تعبيراً عن غضبه وخوفه الشديد على أبناء وطنه الذين باتوا يعيشون تحت خط الفقر …
إن العدوّ الصهيوني هو عدوّ الأمة العربية بأسرها ولكن ماذا عن أعداء يتربصون على عرش السلطة؟ من هو برأيكم العدو الأشرس، أليس من حرمنا العيش الكريم ؟ أليس من أكل لحم أبنائنا وحرمهم من البقاء في وطنهم ودفع بهم إلى الهجرة والبحث عن سبل العيش بعيداً عن وطنهم ؟ نحن جميعاً أعداء ( لإسرائيل) ولكننا اليوم بتنا أعداءً لمن أفقدونا الأمن والأمان، لمن استغلونا وسرقونا ونهبوا جنى أعمارنا وأعادونا إلى العصور القديمة ومن يدري ماذا يحضرّون لنا من جديد !
يا أعداء الوطن ارحمونا لأنكم غطّيتم على الأعداء الحقيقيين وبتّم تتفوقون عليهم بالشراسة وقلّة الضمير، لعنتم الوطنية ولعنتم الوطن وجعلتم الحياة موحشة كقلوبكم نحن لا نريد منكم إلا الرحيل لأننا ما عدنا نحتمل المزيد وكفى تعذيبا بأرواحنا كفى كفى كفى …

ليندا حمورة ميدان برس