ريّان رحل، ولكن كم شبيهًا له في بلادنا يصارعون الموت ؟!

من يمكنه أن يعلم بما شعر به ابن الخمسة أعوام وهو قابع في قعر بئر عميقة وموحشة، يلفّه الظلام من كلّ حدب وصوب، وتخنق أنفاسه رطوبة المكان وغباره ؟!

من كان يتابع الاحداث وينظر بعيني ريّان سيعي حتماً حجم  ذلك الشعاع الذي ينير قلوبنا بالبراءة والإرادة والتحدّي والإيمان بالحياة

ريّان الذي قاوم لفترة خمسة أيام على عمق اثنين وثلاثين مترًا تحت الأرض، شغل تفكير العالم كلّه والأمة العربية بأسرها.

أهي براءة الطفولة التي جذبت العالم إلى تلك الحادثة ؟ أم هي الإنسانية المخبأة في صدور السياسيين وقد وجدت لها مخرجاً اليوم ؟

لا يا أصدقائي، إنه الضجيج والصّخب الإعلاميّ الذي شغل الصحافة والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي .

لا نخفي عنكم أن ريّان هزّ مشاعر عربية عدّة كانت نائمة في عزلة تشبه تلك التي تحضن جسده الهزيل ! وأن الإنسانية اليوم خرجت من قمقمها لتعبّر عن الاهتمام بحقوق الإنسان عامة والأطفال خاصة. ولكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه: كم من  ريّان يعيش في دولنا العربية دون مأكل أو مأوى أو دواء ؟! كم من ريّان يُقتل برصاص عربي، وطائرات عربية، وصواريخ قذفتها أيادي العرب لتسلب الإنسان حياته ؟

خمسة أيام من الترقّب والانتظار وحبس الأنفاس جميعنا كنا ننتظر لحظة الخلاص التي سيستعيد فيها ريّان حياته ويعود لأحضان والديه من جديد، ولكن سرعان ما توقّف قلب الصغير عن الخفقان واستسلم للموت ! كم هو مؤلم شعور الأهل والأقارب  ورجال الإنقاذ الذين بذلواقصار جهدهم لإنقاذ ريّان ولكنّ شبح الموت كان أسرع وأقوى

ليندا حمورة  ميدان برس