تأثير التغيرات على موازين القوى في المشهد اللبناني

تتجه الانظار الى التغيرات الطارئة والتطورات المفصلية التي طبعت المشهد الداخلي اللبناني من انكفاء مفاجىء لقوى سياسية تقليدية وعريقة في الاسر السياسية اللبنانية وما سيستتبع ذلك من تداعيات سيكون لها أثر داخلي وارتدادات خارجية.          

ان أي قرار بانكفاء قوى سياسية لبنانية عن الساحة السياسية وعن المشاركة السياسية سيكون له عميق الاثر على كامل الوسط السياسي والمجتمع اللبناني على صعيد جميع مكوناته ومختلف انتماءاته ومشاربه.

فيما يرى مراقبون أن تراجع تأثير أي حزب سياسي سيكون له تداعياته من اختلال في موازين القوى الداخلية وما يستتبعه من اهتزاز في ميثاقية القرار السياسي التي ستؤثر حتما على الامن الداخلي والعلاقات الخارجية مع الدول العربية والدول الصديقة التي تمد يد العون لجميع اللبنانيين.

لقد أثبتت التجارب أن لبنان الغني بتنوعه الثقافي وتعدده الديني، لا يمكن أن يكون قويا الا عبر انتهاجه سلوك الاعتدال والانفتاح مع المحافظة على أفضل العلاقات مع الخارج وخاصة الدول العربية فلا يمكن للبنان أن يحيا بعيدا عن محيطه العربي فهو بحكم انتمائه يشكل جزءا لا يتجزأ من الوطن العربي.

لذلك، يجب على اللبنانيين أن يحرصوا على عدم زج لبنان في شباك أي حرب أو أي موقف سياسي يشكل خطرا على هويته الوطنية واعتداله العربي والشرق أوسطي.

لقد دفع لبنان أثمانا باهظة لكي يحافظ على جوهر وجوده كبلد أوسطي عربي له علاقاته وامتداده وأي تغيير في دور لبنان داخليا وخارجيا سيكون له آثار وخيمة وتبعات قاسية كالدخول في الفراغ أو العزلة العربية والدولية وهذا لا يتناسب مع مصلحته ومع دوره الاستراتيجي.

ان اي تسوية او تفاهم داخلي لا يمكن ان يكون على انقاض الفوضى والتشرذم الطائفي والاحتقان السياسي والمشاحنات الحزبية واي خلل في موازين القوى الحزبية والسياسية وما له من تأثير على تمثيل متوازن لمكونات اساسية سيترك لبنان مشتتا وضعيفا لذلك لا يمكن لاي تغيير حقيقي ان يقوم على انقاض الفراغ وما له من تأثير سلبي على الحياة السياسية اللبنانية.

ان لبنان الصغير في مساحته والكبير في دوره التاريخي والغني بطاقاته البشرية لن يوقفه انهيار ولن يهزه اي تراجع لدوره وستثبت الايام المقبلة انه لا يمكن النيل من سيادة هذا البلد الذي سيصمد في وجه التحديات وسيهزم جميع محاولات الغائه او تدميره ليبقى بلدا حرا سيدا مستقلا.

الصحافية نسرين أسعد شعيب ميدان برس