بينما تعلو اصوات المسؤولين السياسيين من حرب كلامية وتراشق للاتهامات مع ارتفاع سقف السجال السياسي الى اقصى مداه، ترى الكثير من المصادر السياسية ان السباق الانتخابي قد بدأ، فعلى ركام فوضى الاسعار والغلاء والانهيار، يتبادل السياسيون الادوار حتى يدور الجميع في حلقة من المهاترات السياسية واللعب على شد العصب الطائفي، مقابل ذلك يخفت نبض المواطن الغارق في همومه الاقتصادية والمعيشية.
فعلى صخب وضجيج العزف الانتخابي، يقدم كل فريق اتهاماته ويطالع هواجسه ويواصل طرح اقتراحاته، كل طرف يعلم ان الطريق الانتخابي يفرض السير بوتيرة سريعة كي يجاري الطرف الاخر فنكون امام مشهد صاخب قبيل الاستحقاق الانتخابي، سلطة تتهم بعضها بالفشل وتحمل بعضها مسؤولية الانهيار غير ابهة بحل مشاكل المواطنين.
اما المواطن الذي يتقلب على نار الغلاء وارتفاع الاسعار، ينتظر من الافرقاء السياسيين تقديم حلول جذرية تنقذ البلد من الانهيار لكن السياسيين قد فضلوا الدعوة الى الاجتماع على مائدة طاولة الحوار ليقدموا المواد الدسمة وليتناقشوا في المواضيع الساخنة والمصيرية كي يصلوا الى حلول سياسية توافقية ترضي الجميع بعيدا عن مساءلة انفسهم او بعضهم البعض عن مسؤوليتهم في الوصول الى هذا الوضع الصعب.
فلا جديد يقدمه المسؤولون للشعب باستثناء بيانات ومزايدات سياسية وطروحات، يعيدون قولبتها وصياغتها طبقا لمصالحهم الفئوية الضيقة التي لا تصلح كمقاس لحجم معاناة وطن بأكمله.
وفيما تتضاعف المعاناة، يحلو لبعض المكونات السياسية، اختراق حدود الوطن لربط ما يجري بملفات اقليمية وتوازنات دولية والقاء اللوم على الواقع الذي فرضته الظروف الدولية لنصبح امام منصة لتبادل الاهانات ولعب الادوار حيث اصبح كل فريق محامي دفاع عن مشروع اقليمي.
فيما الوطن يحتاج الى اصوات وطنية تنقذه من استمرار انهياره، لا نسمع الا اصواتا تغرد في غير سماء لبنان فتزيد من الوضع الصعب وتفاقمه.
فالكل بات مسؤولا عن ما آل اليه الوضع فنكون امام سؤال صريح وواضح، ماذا يريد السياسيون؟ تغليب مصالحهم وكسب مقاعد انتخابية على حساب مصلحة الوطن والناس ام السرعة في انقاذ البلد
نسرين اسعد شعيب