الطروحات الجديدة عناوين انتخابية ام مناورة سياسية؟

الطروحات الجديدة..عناوين انتخابية ام مناورة سياسية؟
على وقع تغيرات وتسويات دولية واقليمية، يسود مناخ سلبي في الأجواء السياسية اللبنانية، بالمقابل تنبثق الى العلن طروحات تكسر الجمود السياسي الداخلي وتمهد لسلوك الطريق الانتخابي في محاولة لتغيير الواقع الراهن، كيف ستتلقف القوى السياسية صيغا معينة ترمي الى فرض واقع سياسي جديد، فهل لبنان أمام تحولات جذرية في النظام السياسي أم أنه سيكون جزءا من تسوية اقليمية تضفي بعض التحسن الايجابي في المشهد الداخلي؟
ما يدور في الأوساط السياسية اللبنانية من تحليل لما يتم طرحه بفرض تسوية داخلية ربطا بتحولات اقليمية ربما تفتح الباب أمام انفراج سياسي واقتصادي مطلع العام المقبل اضافة الى الرهان على الاستحقاق الانتخابي الذي سيستخدم كاستفتاء لصيغ جديدة في الحكم في محاولة لمعرفة المزاج الشعبي ومحاولة التأثير في الرأي العام المحلي والعالمي ، فهل نشهد تحولا عميقا أم ستكون مجرد مناورة قبل أشهر من الاستحقاقات الدستورية النيابية والرئاسية.
اذا أمعنا النظر فيما تطرحه بعض القوى السياسية من عناوين لكسب ثقة الناخبين من جهة وضمان رضا المجتمع الدولي من جهة ثانية، فهل ما يطرح سيلقى قبولا على الساحة الداخلية أم أنه سيكون مجرد فقاعات اعلامية وترويج لشعارات انتخابية، واذا كانت بعض القوى الشعبية والرسمية تريد فعلا تغييرا جذريا في النظام السياسي وتفضل اللامركزية بكل آثارها الغير آمنة على استقرار الوطن ووحدته الداخلية أم أن الواقع السياسي الحالي بكل تناقضاته وتجاذباته الطائفية والسياسية سيبقي على الحالة الراهنة من ناحية عدم امكانية تحقيق تحول جذري قريب في النظام الدستوري والسياسي القائم.
فما يريد البعض الترويج له لمجاراة السباق الانتخابي وضمان الفوز للبقاء في السلطة سيكون شعارا انتخابيا أم أنه سيكون فعلا محط حوار داخلي بين جميع المكونات السياسية فاذا عدنا بالذاكرة الى الوراء، نرى أن أول طاولة حوار وضعت لتحقيق توافق على وضع استراتيجية دفاعية موحدة وحصر الدفاع بالجيش الوطني، قد لاقت فشلا حتى انقلبت طاولة الحوار حربا كادت أن تؤدي الى حرب أهلية ثانية.
من المؤكد اذن، اننا أمام مرحلة جديدة من المناورات السياسية وهذا يتطلب وعيا شعبيا داخليا، وعدم الانسياق وراء شعارات رنانة تعزف على الوتر الطائفي وتغذي الروح الطائفية عند المواطن مما يشكل عقبة أمام التغيير ويؤدي الى الوقوع في مستنقع الطائفية الآسن.
الصحافية نسرين اسعد شعيب ميدان برس