قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في حديث لجريدة “النهار”: “لم نعد إلى الجحيم ولن نعود، لكن هذا يتطلب اعتماد العقل ولغة الحوار”.
وسأل: “على ماذا نختلف في لبنان؟ نختلف على سلاح الحزب (حزب الله)؟ لقد وضعنا آلية حوار في الاستراتيجية الدفاعية الوطنية، فلنعد إليها بكل هدوء آخذين في الاعتبار الظروف الإقليمية. على ماذا نختلف في لبنان؟ السعودية وإيران تتحاوران، فلماذا نحن لا نقبل بالحوار؟ على ماذا نختلف؟ على الكهرباء؟ وضعت أسس لجلب الكهرباء الأردنية والغاز المصري، يبقى كيف ستمر في سوريا، نحاور سوريا، لا مانع لدي من أجل راحة المواطن”.
أضاف جنبلاط: “نختلف على المحكمة حول الانفجار (انفجار مرفأ بيروت)؟ هنا السؤال، يريد المجتمع الغربي تحميل لبنان وحده مسؤولية المحكمة، فليتفضل المجتمع الغربي، والدول الغربية الصديقة نظرياً للبنان، وتقدم إلينا معلومات حول كيف أتت النيترات الى لبنان. هذه العناوين الكبرى التي أحببت أن أطرحها”.
ورأى أن “من حق اللبناني أن يتظاهر، لكن أدين استخدام القناصات ضد المتظاهرين، ويبقى التحقيق، فليكن هناك تحقيق شفاف”.
وعن كيفية نهاية أزمة المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، قال جنبلاط: “ليست نهاية، أقول فليحقق بكل هدوء، فأنا ضد موضوع رفض التحقيق من أجل التحقيق، ليحقق مع الجميع من دون استثناء، ونعود إلى حكم القضاء، لكن هنا يدخل موضوع المعلومات التي نريدها من المجتمع الدولي”.
وردا على سؤال، قال جنبلاط: “أعول على حكمة الرئيس نبيه بري. لقد اتصلت به بعد الأحداث التي جرت معزيا، إذ يقال إن البعض من مناصريه قتلوا. وهنا، أهمية هدوء الأعصاب، وليست القضية قضية ثنائي شيعي أو ثلاثي غير شيعي”.
وشدد على “ضرورة التعلم من الماضي”، وقال: “لقد اختبرت من الماضي، فعمري تجاوز العقد السبعين. إني أعرف كيف أدخلتنا بوسطة عين الرمانة في المتاهة، علينا ألا نكرر هذا الأمر، وأذكر أيضا بمسعى الإمام المغيب موسى الصدر عندما حاول أن يلاقي داني شمعون الى حي المراية. آنذاك، يد غريبة أفشلت ذاك اللقاء المصالحة بين حيين فقيرين تجمعهما المصيبة الواحدة، ولا تفرقمها الكراهية والحساسيات”.
وردا على سؤال حول مصير الشارع، قال جنبلاط: “لا شيء قدريا، نحن نصنع القدر، فكفى استسلاما للأسوأ ولجهنم، لكن فلنر المعادلة الكبرى، الأميركيون يحاورون إيران، والسعودية تحاور إيران، والعالم بأكمله داخل في مخاض جديد، والشرق العربي أيضا، فلماذا الاحتكام إلى أحلام قديمة دمّرت لبنان؟”.
وختم: “لا نتحارب على أحد، فلدينا قضايا أهم كقضية الكهرباء والمازوت والبطاقة التمويلية، ودعم الجيش أهم من كل شيء”.