كتبت زينب حمّود في “الأخبار”:
مرّ أكثر من أسبوعين على انطلاق العام الدراسي للمرحلة الثانوية في المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). يبدي مروان إبراهيم، وهو والد لطالبين ثانويين، قلقه من أن «ينال الميسورون في مخيم البرج الشمالي حقهم في التعليم، فيما ولداي محرومان من ذلك». حال إبراهيم كحال فقراء المخيم الذي يشهد تحركات مطالبة بحقوق الطلاب الثانويين في التعليم.
الأهالي أقفلوا الطريق عند مداخل المخيم أمام باصات «الميسورين» طوال الأسبوع الماضي، مانعين نقل الطلاب إلى ثانوية الأقصى في الرشيدية وثانوية دير ياسين في مخيم البص قبل إيجاد حل عادل لجميع الطلاب. وحاولوا الضغط على الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والأهلية للتدخل، إلا أن الأخيرة وقفت ضد هذا التصعيد، وطالبت الأهالي بالتريث، ريثما تفي «أونروا» بوعودها.
ولأن التريث مع انطلاق العام الدراسي «مستحيل»، بحسب إبراهيم، عاد الأهالي أمس إلى تصعيد تحركاتهم، فأقفلوا مدارس جباليا وفلسطين والصرفند داخل مخيم برج الشمالي. كما سُجّلت تحركات مشابهة في مخيّمَي عين الحلوة في صيدا والجليل في بعلبك، بسبب عجز الأهالي عن تسديد كلفة النقل.
«الأخبار» تواصلت مع وكالة «أونروا» التي أشارت إلى أنها أكملت دراسة أولية لعدد التلامذة الذين يواجهون تحديات بالنسبة إلى تكاليف النقل في مدارسها في كل لبنان، والميزانية المطلوبة لتوفير دعم لنقل هؤلاء الطلاب. وقالت إنها عقدت «اجتماعات مع بعض الشركاء الذين أعرب البعض منهم عن اهتمامه بتوفير الدعم لنقل الطلاب». إلا أن الوكالة لا تزال تنتظر تمويلاً لمشروعها ليتمكن الطلاب من الالتحاق بمسيرتهم التعليمية. وكانت «أونروا» قد ناقشت خطتها مع لجنة أهالي الطلاب الثانويين في مخيم البرج الشمالي في لقاء شارك فيه مدير الوكالة في منطقة صور محمد أبو عطية ومديرة التربية والتعليم ابتسام خلف. لكن اللجنة خرجت من اللقاء «مستاءة من الوعود المتكررة من دون الالتزام بتطبيقها»، كما قال المسؤول في اتحاد الشباب الديموقراطي الفلسطيني «أشد» فؤاد الحسين.
إلى ذلك، لفتت الوكالة إلى صعوبة بناء مدرسة ثانوية داخل المخيم لعدم توافر أرض مناسبة للمدرسة وعدم ضمان التمويل لمثل هذا المشروع الخارج عن ميزانية البرامج والذي يحتاج تنفيذه إلى سنوات عدة. وفيما طالب الأهالي في مخيم برج الشمالي باستحداث صفوف للمرحلة الثانوية نظراً إلى توافر الغرف الشاغرة والتجهيزات اللازمة والأساتذة الثانويين أيضاً، رأت الوكالة أن للثانويات احتياجات مختلفة عن المدارس الابتدائية والمتوسطة، ولا سيما لجهة تجهيز مختبرات العلوم والحاسوب وغيرها.
ورغم نداءات الأهالي المتكررة في مخيم برج الشمالي ومناشدتهم الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين بالنزول إلى الشارع والوقوف معهم، لم يسجّل الاتحاد أي موقف داعم، بحسب مصادر الأهالي، «ولو عبر إصدار بيان تضامني بالحد الأدنى». «الأخبار» حاولت الاتصال برئيس الاتحاد، فتح شريف، للوقوف على موقفه من تحرك الأهالي والدور الذي يمكن أن يقوم به الاتحاد لانتزاع حقوق الطلاب، من دون أن توفّق في الوصول إليه، علماً بأن بعض الأساتذة الأعضاء في الاتحاد أبدوا تأييدهم لمطالب الأهالي وشاركوا في تحركاتهم.