لا تزال السلطة في لبنان تختلف حول الحصص والحقائب بانتظار اللقاء الذي سيجمع اليوم رئيس الجمهورية ميشال عون بالرئيس المكلف نجيب ميقاتي. وفي المعلومات أنه مع ترقب الوسط السياسي لهذا الإجتماع، تتعاطى اوساط مواكبة لاتصالات تأليف الحكومة بكثير من الحذر مع إمكان تجاوب رئيس الجمهورية مع المخارج التي يسعى الرئيس المكلف الى ابتداعها في سياق الليونة التي يبديها في تذليل العقد، مشيرة الى تمسكه بإبقاء حقيبة الداخلية مع الطائفة السنية على ان يتفق على شخصية مقبولة لها، وعلى إمكان اختيار شخصية حقوقية وقانونية تحظى باحترام كفاءتها ولا غبار عليها لحقيبة العدل من إحدى الطوائف المسيحية، من عيار البروفسور فايز الحاج شاهين مثلاً. وتربط الأوساط المواكبة لاتصالات التأليف خيارات ميقاتي في هذا الصدد بما سبق أن أعلنه عن أهمية الإتيان بشخصيتين حياديتين ومحترمتين وتتمتعان بصفة الاختصاص، لهاتين الحقيبتين اللتين سيكون لهما الدور الأكبر في التحضير للانتخابات النيابية في ربيع 2020 والإشراف عليها.
ولكن هذه التوقعات لا تعكسها تسريبات أخرى تعتبر أن العلاقة السيئة بين الرئيسين كانت بدأت قبل التكليف عندما تمت مفاتحة الرئيس ميقاتي بمطالب العهد في حال تكليفه ومن بينها المداورة في الحقائب والحصول على وزارة الداخلية وعلى رغم ذلك فقد اختار الرئيس ميقاتي أن يدخل حلبة الصراع على تشكيل الحكومة وربما يكون وصل إلى قناعة بأن من المستحيل الحكم مع الرئيس عون ولذلك يعتبر قريبون منه أنه لن يدخل السراي الحكومي وأنه لن يتمكن من تأليف الحكومة.
هذا التوقع السلبي انعكس أمس في حضور لبنان في مؤتمر باريس. فقد حضر الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي مؤتمر باريس لدعم لبنان والشعب اللبناني، بصفة مراقب وبدعوة من الرئاسة الفرنسية. أن دوائر الرئاسة الفرنسية اقترحت على الرئيس ميقاتي ان يلقي كلمة خلال المؤتمر لكنه فضل أن تقتصر كلمة لبنان على الرئيس عون وان يكتفي هو بالحضور بلا مداخلة.