قائد الجيش في مصر: جولة الامتحانات

بعدما «نجح في الاختبار». فتوالت لقاءات واتصالات التنسيق المصرية مع دمشق وقطر وباريس، وصولاً الى دعوة وزراء الخارجية العرب الى انتخابه، وبدأت مرحلة الإجماع اللبناني عليه، قبل الوصول الى الدوحة.

في تموز عام 2021، حجب الانشغال بتأليف الحكومة الضوء عن زيارة قائد الجيش العماد جوزف عون لمصر ولقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي، ووزير الدفاع محمد زكى، ومدير المخابرات عباس كامل. بحسب المعلومات الرسمية، فإن الزيارة خُصِّصت للبحث في التعاون بين الجيشين والمساعدات للجيش اللبناني الذي يعاني من أزمات مالية، في إطار ما تقدمه مصر له منذ مدة. لكن الزيارة تحمل دلالات معبرة، في السنة الأخيرة من عهد الرئيس ميشال عون، وتوسيع قائد الجيش الـ«بيكار» السياسي بعد لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومن ثم الرئيس المصري. وهي لا بد أن تضع علامة استفهام على جدول أعمال قائد الجيش الذي يستعد لزيارات خارجية أخرى، ولقاءات تعدّ له بطريقة رسمية.
من الطبيعي أن تساهم الأزمة الاقتصادية والمالية الحالية في إضفاء «شرعية» على زيارات قائد الجيش الخارجية، وهو الذي يكرر أن «المجتمع الدولي يثق بنا، وأن الجيش هو الرادع للفوضى». وهي تشكل مظلة واسعة يستظلّها في التحضير لجدول أعمال ولقاءات نوعية في أكثر من عاصمة عربية وغربية. ولافتة المساعدات تُبعد الشبهات السياسية عن أي جولة يقوم بها، وخصوصاً بعد مؤتمره الصحافي الأول من نوعه في آذار الفائت والذي توجّه فيه الى السياسيين، وقدّم نفسه مرشحاً رئاسياً غير معلن رسمياً.