ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة أشار فيها إلى أن “البلد الآن مفتوح على أنواع مختلفة من الهيمنات الخارجية والداخلية، وسط ترسانة اجتماعية معدومة، ودويلات مال وتجار تمارس أعتى أنواع العدوان المالي والاقتصادي والتجاري في حق ناس هذا البلد. فالمطلوب إدارة الخروج من المنطقة الرمادية، وهذا يفترض تأمين تحالف سياسي، يخرج بتسمية رئيس حكومة، قادر على إدارة الأزمة الوطنية، بعيدا عن تمزيق البلد والنكد السياسي، لأن مزيدا من الانقسام العمودي أو الأفقي يعني مزيدا من الفشل السياسي والحكومي، ونحن لا نريد تكرار التجربة السابقة، لأن النتائج ستكون وخيمة. وهذا يتطلب تأمين مجموعة عمل وطني، والاتفاق على الخطوط العريضة لاجتياز أزمة الحكومة ورئيسها، وهذا حق ضروري وحاسم لهذا الشعب المظلوم، لأن المزيد من جلده بالجوع والقهر والاحتكار سيدفعه للتمرد على شكل انفجار اجتماعي، لن تنفع معه أي محاولات سياسية جديدة”.
ولفت المفتي قبلان “من يهمه الأمر” الى أننا “نحن بيئة المقاومة وناسها أكثر من قرأ التاريخ ويقرأه وأكثر من اكتوى من التاريخ وما زال يدفع الأثمان المرة بسبب خياراته الأخلاقية، وبسبب عداواته للطغاة الدوليين والإقليميين، وكلما نشأت امبراطورية طاغية حولت أشلاءنا طريقا لمشروعها، ومع ذلك ثبتنا وصبرنا وناضلنا وانتصرنا، رغم الوجع الطويل، فإذا كان هدف مشروع الخنق الذي تقوده واشنطن، عبر مجموعة دولية إقليمية كبيرة وداخلية، أن يعمل على إخضاع الناس وإذلالها أو قتلها بأشكال مختلفة، فالخيار عندنا مقاومة، بكل ما تعنيه من تضحيات وثقة وصبر ومعركة وطن وعدل ومشروع بلد وعيش مشترك وحقوق إنسان حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا”.
وذكر بأن “قصة مشاريع وتجويع واستنزاف قدرة وتدويل وبوارج وقوة دولية وأممية بسواتر إنسانية انتهت، وسوريا خير شاهد على آمال وطموح حلف دولي طويل عريض انتهت بهزيمة مدوية رغم الأثمان الباهظة. ولبنان اليوم مختلف عن كل حقباته الماضية، فلبنان اليوم قوي وصابر، ورغم الصمت يملك أوراق قوة كبيرة، والأيام شواهد، والبلد الآن يخوض معركة تاريخ مفصلية، فيما الأمبركي يرمي بآخر أوراقه لتأمين مصالح تل أبيب في لبنان، وعلى حساب كل اللبنانيين، معتمدا الخيارات الاقتصادية والمالية والمعيشية، وكافة أساليب الضغط، وهو لن يأخذ بالسلم ما خسره بالحرب. والعهد بلد ووطن وشراكة عيش وناس وبيئة ما فتئت تفاخر العالم بشهداء كتبوا النصر في لبنان. والمعادلة الأكيدة في نهاية المطاف أي حصار شامل سيقابله خيارات بديلة وشاملة”.
وعن الاعتداء الإسرائيلي على سوريا والذي تم باستباحة الأجواء اللبنانية، وتضررت بعض المناطق اللبنانية منه في جبيل والكورة، قال المفتي قبلان: “أنه يشكل عدوانا خطيرا للغاية، وهو برسم ما يسمى بالسياديين، وطبعا العين فيه ليس على شطب السيادة اللبنانية فحسب، بل على ضرب كل شرايين حياة لبنان ومقومات وجوده واستقراره. فكفانا تطويبا للبنان في بازار واشنطن، لأن أمريكا لا يهمها من لبنان إلا أن يكون ساحة للنفوذ والمصالح الإسرائيلية”.