واضح انّ المقاربة الاميركية للملف اللبناني باتت أكثر زخماً مما كانت عليه قبل أشهر، والمعطيات الواردة من واشنطن تؤشر الى أنّ ادارة الرئيس جو بايدن صارت أكثر قرباً من المسألة اللبنانيّة. ومن هنا فإنّ الاجتماع الثلاثي لا ينبغي النظر اليه كمحطة عابرة، بل كمحطة جوهرية تؤكّد أنّ لبنان في عين الرعاية الاميركية والفرنسية، ويبدو أنّ البحث فيها تناول أسّس التعاطي مع الملف اللبناني من كافة نواحيه السياسية والحكومية، الى جانب المعضلة الاقتصادية والمالية الخانقة والتي باتت تهدّد الاستقرار في لبنان».
ولفتت المصادر، إلى أنّ الاجتماع بين وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية يعكس الحرص على استقرار لبنان، وخصوصاً بعدما بلغ فيه الوضع حداً خطيراً جداً، ومن هنا فإنّ الأيام المقبلة، وربما الساعات المقبلة، يجب أن تُرصَد فيها الحركة الديبلوماسية للسفارات الأميركية والفرنسية والسعودية. والواضح انه تمّ إشراك السعوديين في الاجتماع حول لبنان، لما لهم من تأثير مباشر في هذا الملف.
وتندرج في سياق الحركة الديبلوماسية المكمّلة للاجتماع الثلاثي، زيارة قامت بها السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا الى السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، الذي قال في تغريدة له، انّه «جرى خلال اللقاء استعراض ابرز المستجدات في الشأن اللبناني، مع تأكيدي للموقف السعودي الذي يشدّد على التزام المملكة بسيادة لبنان واستقلاله، وعلى ضرورة الإسراع في تأليف حكومة قادرة على تحقيق ما يتطلّع اليه الشعب اللبناني»