جاء في “المركزية”:
لا يزال الجيش المؤسسةَ اللبنانية الوحيدة الحائزة على ثقة المجتمع الدولي و”تنويهه”. عدا عنها، تعتبر العواصم الكبرى كلّ ما تُديره “المنظومة الحاكمة”، منخورا بالفساد والسمسرات والمحسوبيات وغير جدير بالثقة.
في الايام القليلة الماضية، تجلّت حقيقةُ التقدير الخارجي للمؤسسة العسكرية، ساطعةً في اكثر من محطة، بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”. فأميركيا، وتحت عنوان “المؤتمر اللبناني الأميركي لموارد الدفاع” عُقد مؤتمر افتراضي عبر تطبيق “WEBEX” شارك فيه قائد الجيش العماد جوزاف عون وعدد من الضباط، والقائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الأمن الدولي ومنع انتشار الأسلحة Eliot KANG، والقائم بأعمال مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الأمن الدولي Mara KARLIN، وعدد من المشاركين. وتمحور المؤتمر حول كيفية تعزيز علاقات التعاون بين الجيشين الأميركي واللبناني، وتم التوافق على تكثيف الجهود لرفع مستوى التنسيق العسكري ووضع خطة خمسية لتطوير قدرات الجيش ضمن أولويات متفق عليها بين الجانبين. وجدد الجانب الأميركي “التزام بلاده دعم المؤسسة العسكرية لاسيّما في هذه الظروف الاقتصادية الدقيقة التي يمر بها لبنان، كما ناقش المشاركون سبل تعزيز قدرات الجيش البحرية لضبط عمليات التهريب وحماية التجارة البحرية وحرية الملاحة”. وجددت وزارة الخارجية الأميركية التزامها دعم الجيش من خلال الإعلان عن منحة قيمتها 120 مليون دولار في شكل مساعدات تمويل عسكري خارجي للسنة المالية 2021، وفقاً لإجراءات إخطار الكونغرس.
واشنطن أكدت اذا انها على دعمها للمؤسسة العسكرية، وان انتقال الادارة في البيت الابيض من الجمهوريين الى الديمقراطيين، لم تبدّل واقعَ ان رهان الاميركيين كبيرٌ على الجيش ودوره في حفظ امن لبنان واستقراره وحمايته من الارهاب وفي ضبط حدوده، وأن تعويلهم هو على ان يصبح في المستقبل، الحاملَ الوحيد للسلاح في لبنان.
اما فرنسيا، فقد بدأ قائد الجيش امس الاثنين، زيارة الى فرنسا لبحث سبل تعزيز العلاقة بين الجيشين، ملبّيا دعوة من رئيس هيئة أركان الجيوش المشتركة الجنرال Francois LECOINTRE . وتعكس هذه الزيارة رغبة فرنسا بالوقوف الى جانب الجيش واستجابة للحاجات التي أعلن عنها مؤخراً قائد الجيش.
عربيا، زار وفد عسكري عراقي، مطلع الاسبوع الماضي بيروت، لتسليم “هبة” مقدارها 3 ملايين دولار للجيش اللبناني ضمن حملة المساعدات التي يقدمها العراق للبنان. وذكرت وكالة الأنباء العراقية الرسمية، أن “وفدا عراقيا كبيرا يضم 12 قائدا عسكريا وضابطا إداريا من وزارة الدفاع، سلم الهبة العراقية المقدرة بثلاثة ملايين دولار إلى قيادة الجيش اللبناني، بناء على ما أقره مجلس الوزراء العراقي لمساعدة لبنان”.
هذا “النيشان” الدولي الذي يعلّقه بفخر الجيش اللبناني على صدره، والذي استحقّه عن جدارة بفضل شفافيته من جهة، واندفاعه للقيام بواجباته كاملةً دونما تقصير، في الداخل وعلى الحدود، بعيدا من الزواريب السياسية والفئوية، من جهة ثانية، لا تنظر اليه اطرافٌ كثيرة بعين الرضى، وهي تخشى تعاظمَ دور الجيش وتداعياتِه على نفوذها وعلى مشاريعها الاستراتيجية او طموحاتها الشخصية. من هنا، تعمل ماكيناتُها ليل نهار، على خط تشويه صورة المؤسسة العسكرية وعلى تخوينها، كل ذلك فيما يعاني عسكريوها وعناصرها من الضائقة المالية المحليّة، شأنهم شأن اللبنانيين كلّهم. وبينما تراهن هذه الجهات على ان تقضي الحملة هذه والظروفُ المعيشية على معنويات الجيش وأدائه، بما يُريحها من “همّه” كحامٍ للشرعية، تؤكد المصادر ان هذه المخططات الخبيثة لن تُكتب لها الحياة بفضل وعي القيادة العسكرية وحكمتها، وبفعل الحرص الدولي على “استمرارية” الجيش وديمومته…