بري يُرجئ “معركة الأونيسكو” إلى اليوم

جاء في “الأخبار”:

بعدَما بلغَت التعقيدات ذروتها على جبهة تأليف الحكومة العتيدة، أشيعَت في الأيام الماضية أجواء عن توتّر إضافي سيطرأ على المسار بأكمله، كما المشهد السياسي في البلاد. فبعدما دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة خصّصها لتلاوة رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حول التأخير في تأليف الحكومة، طالباً مناقشتها في الهيئة العامة للمجلس النيابي وفق الأصول، واتخاذ الموقف أو الإجراء أو القرار المناسب بشأنها، محمّلاً الحريري مسؤولية التعطيل واحتجاز التشكيلة الوزارية وتبعات ممارساته، اتجهت الأنظار إلى قصر الأونيسكو ـ حيث انعقدت الجلسة بعد ظهر أمس ـ مع توقعات بحصول اشتباك سياسي ولا سيما بينَ تيار المستقبل والتيار الوطني الحرّ، وتعددّت السيناريوات عن متاعِب إضافية تواجه عملية التشكيل، غيرَ أن الجلسة كانت أسرع ممّا توقعها البعض، ولم تأخذ أكثر من الوقت اللازم لتلاوة الرسالة، قبلَ أن يرفعها برّي إلى ظهر اليوم لمناقشتها، وذلك التزاماً بحرفية الدستور القائل بوجوب حضور النواب خلال مدة 24 ساعة من تلاوة الرسالة لمناقشة مضمونها.

حضر الجلسة أكثر من 80 نائباً من مختلف الكتل، ولم يغب عنها الرئيس المكلف سعد الحريري الذي بقي في غرفة قريبة. وكانَ الحرص على الحضور واضحاً، ولا سيما عند كتلة المستقبل النيابية، إلى درجة «استدعاء» النائبة ديما جمالي التي تعمل خارج لبنان، والتي أتت «من أجل الرسالة»، بحسب ما قالت لزملائها النواب في دردشة بعد انتهاء الجلسة. الحدث لم يكُن داخل القاعة، إنما في الاتصالات واللقاءات السياسية التي سبقتها، ومن المفترض أن تستمِر حتى ما قبل جلسة اليوم. فقد علمت «الأخبار» أن جهوداً قادها رئيس المجلس من أجل تفادي التصعيد، وكان هناك «تمنٍّ» بأن لا تكون هناك مداخلات للنواب وإعطاء المزيد من الوقت، فالعمل «هو لتخفيف العصف بين الفريقين المتخاصمين في إطار المعارك المفتوحة على الصلاحيات لا تأجيجه». وفي هذا السياق، سبقَ الجلسة لقاء بين بري والحريري أدى إلى تأخير افتتاح الجلسة لأكثر من عشر دقائق، نقلت عنه مصادر مطلعة أن «بري أكد للحريري أن هناك حلاً لكل شيء، بعدما اعتبر الأخير أن ما يفعله رئيس الجمهورية مُضرّ وأن لكل حادث حديث غداً (اليوم)». وأشارت المصادر إلى أن بري عادَ والتقى الحريري بعد انتهاء الجلسة مرة أخرى، لافتة إلى أن «الاتصالات مستمرة» كي لا تتحول جلسة اليوم الى «ساحة معركة».

وفيما يتزايد الاقتناع بأن ما يشهده الملف الحكومي أبعد من مجرّد خلاف على الحصص، قال نواب في التيار الوطني إن «الرسالة هدفها تحريك الملف الحكومي، لا زيادة الضغط على الحريري أو محاولة عزله، بل للدفع في اتجاه تحريك عجلة التأليف»، بينما قالت مصادر «المستقبل» إن «عون ومن خلال هذه الرسالة لا يستهدف الحريري وحسب، إنما يريد إقحام مجلس النواب كجزء من التعطيل وتحميله مسؤولية ما يجري»، مؤكدة أن «استقالة نواب المستقبل غير واردة».