البحث عن بديل للحريري… والإعتذار مقابل استقالة عون!

جاء في “الأنباء” الكويتية:

ينصرف الفريق الرئاسي الى البحث عن بديل للرئيس المكلف سعد الحريري، بعد اعتذاره، او دفعه الى الاعتذار، لتأمين الممر الحكومي الإلزامي، للوصول الى رئاسة الجمهورية مرة أخرى، أكان بالتمديد الذي أصبح “لازمة سياسية” منذ مرحلة ما بعد اتفاق الطائف والسلم الأهلي، وفي ظل الوصاية السورية، التي كانت قائمة قبل 2005، او بانتخاب رئيس جديد “من عظام الرقبة”، كما يقولون.

وعين الفريق الرئاسي، على شخصيتين: رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، أو نائب بيروت فؤاد مخزومي، الذي يعتبر نفسه أهلا للمهمة، في ضوء علاقاته الخارجية، عربيا ودوليا، وحضوره الداخلي، ويحرك التياريون لعبة المفاضلة بين الرجلين لتبني الأكثر تجاوبا.

بيد ان الرئيس ميقاتي، لا يبدو متحمسا لخوض هذا الغمار الآن، في ضوء ما عاينه، مع نادي رؤساء الحكومة السابقين من معاناة الرئيس المكلف سعد الحريري، لأن في خطوة كهذه نوعا من الانتحار السياسي، وهذا ايضا رأي رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، الذي أبلغه الى المراجع المعنية أمس، اعتبارا منه ان الطوق الدولي حول عنق لبنان، لا فكاك منه، الا بتشكيل حكومة في اسرع وقت ممكن، ولن يكون هناك اسرع من الحريري في هذا السباق الصعب.

وبمعزل عن مآل الأمور بالنسبة للرئيس الحريري، تشكيلا او اعتذارا، فإن بعض المصادر تحدثت عن مفاتحة ميقاتي بتشكيل الحكومة، حال اعتذار الحريري، من جانب الدبلوماسي الأميركي ديفيد هيل، الذي تناول الافطار على مائدته خلال زيارته الأخيرة الى بيروت، ويبدو ان جواب ميقاتي الموافقة ضمن شرطين: موافقة سعد الحريري وتبني رؤساء الحكومة السابقين ترشيحه.

وطبيعي ان يكون الشرط الأول ملغى لما بعده، وواضح ان اصرار الحريري على عدم الاعتذار، الا بشروطه فيه الجواب، وشروط الحريري ان يأتي اعتذاره حكميا، لا طوعيا، اي من خلال استقالة الرئيس ميشال عون، حيث تتحقق الموازاة بين رئاسة الجهورية ورئاسة مجلس الوزراء، ولا تكون بين رئاسة الحكومة ورئيس “التيار الرئاسي” باسيل.

واعتبرت مصادر “المستقبل” أن “المشكلة لدى الرئيس عون وباسيل وأن أوساط بعبدا تحاول دائما التعمية على الحقيقة، إنهما يصران على الثلث المعطل في مجلس الوزراء، بأشكال متنوعة. وأن عون وباسيل مصرّان على تسمية كل الوزراء المسيحيين، حصولا على الثلث المعطل”.
وأكدت هذه المصادر استبعادها لخيار اعتذار الرئيس المكلف، في ضوء الدعم الأكثري الذي لايزال يحظى به.

وأوضح مصدر رسمي لبناني لـ”الأنباء” أن رئيس الجمهورية ميشال عون ليس في وارد ارسال موفد الى باريس لمتابعة زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الى بيروت.