خلال أسبوع واحد فقط تمكّن اللحامون من بيع اللحم المدعوم، ليعودوا بعد ذلك إلى الارتفاع والتحديد اليومي لأسعاره، الأمر الذي يؤكد أن لا دعم بعد الآن, وبحسب رئيس نقابة اتحاد القصابين وتجار المواشي معروف بكداش، “خرجت الأمور عن سيطرة النقابة والتجار واللحامين، وتبلغنا بشكل غير نهائي أن وزير الاقتصاد توقف عن توقيع أي معاملة تتعلق بأي شحنة تصل إلى المرفأ بناء على طلب من مصرف لبنان”.
وأضاف, “فقدنا الوسائل، بعد أن عملنا في كل هذه الفترة على تأمين الدعم والتسهيلات لتيسير أمور التجار”.
واعتبر بكداش في حديث لموقع “العهد” الإخباري أن “قطاعنا دُمّر بشكل فعلي، وانخفض عدد المستوردين من 20 مستوردًا قبل الأزمة إلى 7 في الوقت الحالي تمكنوا من الصمود، عدا عن عدد الملاحم الكثيرة التي تقفل أو تمتنع عن الذبح نظرا إلى الارتفاع الجنوني للأسعار”، لافتا إلى أننا “كنقابة لا زلنا على تواصل مع المعنيين ولم نقطع يوما قنوات الاتصال من أجل ايجاد حل يصب في مصلحة المواطن”.
وناشد بكداش المواطنين والرأي العام عدم تحميل التاجر واللحام مسؤولية ما يجري، لأن الأزمة باتت أزمة عامة تشمل الوطن ككل”، مؤكدًا أنه إذ لم يعمل المسؤولين على إيجاد حل فسنكون أمام مرحلة صعبة ووضع مأساوي، سيحرم اللبنانيين من غذائهم الأهم”.
اللحم المدعوم الذي فقد في الأسواق، خضع قبل أسبوع لرقابة مشددة على عمليات توزيعه وبيعه من قبل جهات محلية في بعض المناطق، حيث تولّى اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية هذه المهام ضمن نطاقه لضبط الأمور وضمان توزيعه بشكل عادل، إلا أن المواطن الآن ترك وحيدا ليواجه الأسعار الجنونية. رئيس اتحاد بلديات الضاحية محمد درغام قال في هذا السياق لـ”العهد”: “علمنا أنه جرى تسليم التجار اللحوم غير المدعومة إلى الملاحم، ما جعل الأسعار تعود إلى ارتفاعها التدريجي”، مشيرا إلى أن “قرار رفع الدعم اتخذ بشكل غير رسمي، وزيادة الأسعار هي بمثابة بلاغ للجميع بأن الدعم طار”.
وفي هذا السياق، أوضح رئيس النقابة اللبنانية للدواجن موسى فريجي في حديث لـ”العهد” أن “المواد المستوردة، التي من المفترض أن تخضع للدعم، من بينها الأعلاف والفيتامينات والمعادن واللقاحات تشكل ما بين الـ65 والـ70 في المائة من كلفة الإنتاج”، مشيرا إلى أنه “بعد قرار الوزير، اضطر التجار إلى دفع ثمن بواخرهم المحملة بتلك المواد على سعر دولار السوق السوداء، ما أدى إلى ارتفاع سعرها 3 مرات أكثر”.
وذكر فريجي أن هذا الارتفاع سينعكس على المزارع اللبناني والتاجر والمواطن، موضحا أنه “إذا بقي سعر صرف الدولار في السوق السوداء بحدود الـ12500 ليرة ولم يرتفع الدعم عن البنزين والمازوت، لن تتعدى الزيادة المتوقعة على الدجاج الـ40 %، ما يعني أن الوضع لا زال مقبولا بالمقارنة مع ما يجري في سوق اللحوم الحمراء”.
فريجي لفت إلى أن “المستجدات الأخيرة لا تهدد قطاعنا، لأن الأسعار المتوقعة ستكون معقولة، والمواطن سيواصل الشراء ولو ارتفعت الأسعار”، لافتا إلى أن “هذا الارتفاع من المفترض ألا يبدأ قبل أسبوعين على الأقل في حال لم يقدم أي دعم جديد، باعتبار أن كميات المستلزمات المدعومة والموجودة لدى التجار والمزارعين كمخزون تكفي لـ 3 أسابيع”.
وحذر فريجي من أن “بعض التجار الجشعين يستغلون الحديث عن رفع الدعم لرفع الأسعار، فيما لا يزال المزارع يسلِّم الدجاج على سعره المدعوم”.