أسبوع حكوميّ حاسم

كتبت كارولين عاكوم في “الشرق الأوسط”:

تتجه الأنظار في لبنان إلى ما ستحمله زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت والتي ستبدأ مساء اليوم، وانعكاساتها على جهود تأليف الحكومة في ظل التكتم الذي يحيط بلقاءاته، حيث تتراوح المعلومات بين أن تقتصر على رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري أو أن تشمل شخصيات سياسية وقيادات أخرى.

وفيما بات مؤكدا أن جولة لودريان ستتمحور حول موضوع تشكيل الحكومة المتعثر تجمع مصادر الطرفين الأساسيين المعنيين بالتأليف، أي «تيار المستقبل» و«التيار الوطني الحر»، على أن هذا الأسبوع سيكون حاسما في ملف الحكومة لا سيما مع بدء الحديث عن إمكانية اعتذار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بعدما كان هذا الأمر مستبعدا في المرحلة السابقة.
وفي هذا الإطار، أكد مستشار الحريري، مصطفى علوش لـ«الشرق الأوسط» أن هذا الأسبوع سيكون حاسما حكوميا، إما أن تفرج وإما أن يقدم الرئيس المكلف اعتذاره لأنه لن ينتظر إلى ما لا نهاية، لا سيما أن الوضع مقفل بالكامل نتيجة تصلب الرئيس عون ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل بحجج مختلفة، مرة تحت عنوان الثلث المعطل ومرة عند مشكلة تسمية الوزراء المسيحيين، مشيرا كذلك إلى أن «الوساطات تلف وتدور في مكانها والنتيجة أنهم لا يريدون الحريري في رئاسة الحكومة».

وانطلاقا من المعلومات التي تشير إلى أن لقاءات لودريان ستقتصر على عون وبري وعما إذا كان «تيار المستقبل» قرأ في ذلك رسالة سياسية للحريري، قال علوش: «لم نقرأها كذلك ونأمل أن تنجح زيارته في تليين موقف عون وقد يكون استثناؤه الحريري إذا حصل، كي يتحاشى لقاء شخصيات أخرى ومنها باسيل».
وفيما لفت علوش إلى تحرك ألماني دخل أخيرا على خط التأليف إنما لم تتضح معالمه حتى الساعة، رد على سؤال حول طرح أسماء جديدة لتولي رئاسة الحكومة ومن بينها نواف سلام بالقول «طرح قبل ذلك وكشفت التقديرات أنه لن يحصل على أكثر من 15 صوتا، وفي كل الأحوال إذا أمنوا حصول أي مرشح على الأكثرية فليمشوا به».

الموقف نفسه عبّر عنه النائب في «تيار المستقبل» هادي حبيش الذي قال في حديث تلفزيوني إن خيار الاعتذار من الخيارات المطروحة أمام الحريري، إلا أنه لم يقرره بعد وهو لا يزال متمسكاً بالمبادرة الفرنسية، لافتا كذلك إلى أنه «إذا فرضت على الحريري خيارات في تشكيل الحكومة لا تتناسب مع خياراته فهو سيتوجه إلى الاعتذار». وعن لقاء لودريان – الحريري قال حبيش: «حتى الساعة ليس هناك موعد محدد بينهما لكنه قد يطلب في الساعات المقبلة، مشدداً على أن الربط بين إمكانية اعتذار الحريري واللقاء غير صحيح».
في المقابل، ومع تقديرها أيضا أن يكون هذا الأسبوع حاسما حكوميا تلفت مصادر في «التيار» مطلعة على موقف رئاسة الجمهورية، إلى أن جدول لقاءات لودريان غير نهائي، مشيرة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن السفارة الفرنسية تتكتّم بالكشف عن البرنامج، والمؤكد حتى الساعة هو موعد عون وبري يوم غد الخميس، مع ترجيح أن تكون له لقاءات خاصة في السفارة أو في منزل السفير الفرنسي».
وعما يحمله لودريان تقول المصادر إن الأجواء تشير إلى أن الموفد الفرنسي سيقوم بمحاولة أخيرة رغم أنه ليس هناك أي تأكيد أنه يحمل أفكارا محددة على غرار إمكانية جمع باسيل والحريري وهو ما استبقه «المستقبل» رافضا الأمر، وتتوقف المصادر عند ما وصفته بالكلام اللافت عن شخصيات في «المستقبل» لجهة إمكانية اعتذار الحريري بعدما كانوا يقولون إن هذا الأمر غير وارد. وتقول: «الأمر يتوقف على نتائج زيارة لودريان، إذا استطاع أن يفتح ثغرة في جدار الحكومة الصلب ممكن أن تكون هناك حلحلة أو ستبقى الأمور على حالها»، مؤكدة في الوقت عينه على أنه «يجب انتظار الزيارة والكلام يأتي بعدها».

وفي الإطار، نفسه، اعتبر النائب ياسين جابر من «كتلة التنمية والتحرير» التي يرأسها بري، أن «الفرنسيين لم يصابوا باليأس بعد ووزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان لا يزال مهتما بوضع لبنان، كما فرنسا، ومحاولة وقف الانهيار من خلال حث اللبنانيين على إنقاذ بلدهم»، لافتاً إلى أنه «من المؤسف جداً أن ليس لدى كبار المسؤولين اللبنانين الغيرة لوقف الهدر».
ورأى جابر في حديث تلفزيوني أن «الفراغ سيمتد تدريجياً إلى الكثير من المؤسسات، والوضع يتردى بشكل مذهل، مع ذلك ما زلنا نقف على وزير بالزائد ووزير بالناقص»، مشيرا إلى أن «مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري اصطدمت بحائط متمثل بمن يسمى بالوزيرين المسيحيين المتبقيين، وباسيل لم يكن خجولا حين طرح هذا السؤال في مؤتمره الصحافي الأخير».