كتبت زينب حمود في “الأخبار”: ” كلفة «الأركيلة» زادت خمسة أضعاف مع ارتفاع سعر صرف الدولار، فوصل سعر كيلو «المعسّل» إلى 250 ألف ليرة، وارتفع سعر كيلو الفحم (المستورَد غالباً من أندونيسيا أو نيجيريا أو كولومبيا) من ثلاثة آلاف ليرة إلى 26 ألفاً.
رغم ذلك، يؤكد صاحب محل بيع النراجيل ولوازمها في منطقة برج البراجنة هيثم الزيناتي أن البيع «لم يتراجع»، و«مطرح ما في لبناني في أركيلة»، مشيراً إلى أن كثيرين «كيّفوا أنفسهم مع غلاء الأسعار».
روان حوراني يكلفها تدخين النرجيلة 300 ألف ليرة شهرياً تؤمنها «بشق الأنفس لأنني لا أستطيع الاستغناء عن هذه العادة». خيار التوقّف عن تدخين النرجيلة «لم يُطرح يوماً رغم الضائقة المالية»، بحسب الزيناتي،
لافتاً إلى أن البعض يعرض عليه أحياناً أغراضاً منزلية مقابل الحصول على ما يحتاجه من لوازم النرجيلة. ويشير إلى أنه تعرض لحوادث عدة سُرق خلالها من محله «معسّل» وفحم: «المدمن يسرق لوازم النرجيلة كما يسرق الجائع لقمة الخبز».
غلاء الأسعار يدفع كثيرين إلى اللجوء إلى خيارات «توفيرية»، من بينها «تصليح الأركيلة» في حال تعرّضت لعطب ما، بعدما صارت النرجيلة الجديدة تكلف 125 ألف ليرة على الأقل، واستبدال «رأس الأركيلة» بآخر أصغر حجماً لتوفير المعسل. بعض المدخنين تحوّلوا، عن سابق تصوّر وتصميم،
إلى «المعسل المغشوش» الذي يُصنّع في البيوت ويتضمّن قشاً ومواد ملوّنة، لأن كلفته تساوي نصف كلفة المعسل الأصلي. «ومع أن المعسل المغشوش دائماً يكون محروقاً ومن دون مذاق ويؤدي إلى السعال،
لكنه يبقى أفضل من لا شيء»، بحسب أحد المدخنين. البعض الآخر خفّف عدد «رؤوس الأركيلة» التي كان يستهلكها يومياً. لكن المشترَك بين الجميع هو التحوّل في طريقة شراء لوازم النرجيلة.
«فبعدما كان الزبون يشتري حاجاته الشهرية من الفحم والمعسل، صار الشراء بالتقسيط وبالحبة»، على ما يقول الزيناتي”.